

دليلكم لصناعة فيديو موسيقي بأسلوب الإنتاج الذاتي في 6 خطوات
بواسطة Sara Wael
م 25 2025
دليلكم لصناعة فيديو موسيقي بأسلوب الإنتاج الذاتي في 6 خطوات
بواسطة Sara Wael
م 25 2025
على مدى السنوات، لعبت الفيديوهات الموسيقية دورًا أساسيًا في إيصال رؤى الفنانين، من خلال قصص تُروى بصريًا، ومشاعر تتجسّد على الشاشة. واليوم، يبرز جيل جديد من صنّاع الفيديو في العالم العربي، يوسّع حدود الإبداع ويقدّم أساليب إنتاج ذاتية مبتكرة.
في هذا السياق، التقينا بعدد من الأسماء الفاعلة في مجال الإخراج والإنتاج الموسيقي، من بينهم المخرج الموسيقي ماجد العيسى من شركة إيتيز، ومع دوني وهو مدير أعمال سولجا والمؤسِّس الشريك ورئيس شركة الإنتاج في SVNBIRDS، والمخرج ومدير التصوير إبراهيم بن طالب صاحب فيديو "ملك الحلبة" لدافنشي وخيّاط، بالإضافة إلى المغني وكاتب الأغاني والمنتج كالي-بي. من خلال تجاربهم، جمعنا دليلاً عمليًا من ست خطوات لمساعدة الفنانين الصاعدين على إنتاج فيديوهات مؤثرة، مهما كانت الميزانية أو التحديات.
١. المفهوم والجوهر
الخطوة الأولى في صناعة الفيديو الموسيقي هي تحديد فكرة واضحة وخطة بصرية تعكس إحساس الأغنية ورسالتها. يؤمن المخرج ماجد العيسى أن "الفكرة القوية لا تحتاج ميزانية ضخمة حتى تبرز. أحاول البحث عن جوهر الأغنية وأفكّر في كيفية التعبير عنها بأبسط شكل ممكن". بينما يضيف المخرج ومدير التصوير إبراهيم بن طالب: "وجود مفهوم راسخ وسرد قصصي واضح سيقودك لاتجاه الفيديو وفكرته وتصوّره والأسلوب الفني، كما يساعد على توحيد أفكار الفريق".
٢. المعدات الأساسية ضمن الإمكانيات
ما إن يتم تثبيت الفكرة، نبدأ بالتركيز على المعدات التي نحتاجها فعلاً، وكيف نستفيد من الأدوات المتوفرة لدينا.بعد تثبيت الفكرة، تبدأ مرحلة اختيار المعدات حسب الحاجة والإمكانيات المتوفّرة. يوضح المخرج ماجد العيسى أن المعدات مجرد أدوات، ويقول: "الأهم هو كيف تستخدمها، حتى لو كان الجهاز بسيط، بالتركيز على التكوين والإضاءة الطبيعية وتحريك الكاميرا بطريقة ذكية"، ويضيف: "أحيانًا أستخدم العدسات القديمة أو الإضاءة المتوفّرة في المكان حتى أمنح العمل طابع خاص وفريد".
أما مدير الأعمال دوني، فيشدد على أولوية العنصر البشري: "أعطِ الأولوية للفريق قبل المعدّات. إن وجود مصوّر محترف وفني إضاءة ماهر قادران على تحويل اللقطة كلياً"، وينبّه إلى أهمية التفكير العملي في الأدوات، سواء باستخدام الهاتف، أو المعدّات المستأجرة أو الشخصية.
٣. الطابع البصري والأسلوب
في المرحلة الثالثة، يبدأ تشكيل الهوية البصرية للفيديو من خلال اختيار الألوان والأزياء والموقع وأجواء التصوير. جمع كثير من المبدعين على أن الانسجام بين أعضاء الفريق أهم من الإمكانيات التقنية. فعندما يتشارك الجميع الرؤية بوضوح من المصوّر إلى مهندس الصوت، تصبح العملية أكثر سلاسة، والنتيجة أكثر تكاملاً.
يروي الفنان كالي-بي تجربته قائلاً: "بإمكانك أن تمتلك جميع المهارات التقنية، لكن إن غابت الطاقة الإيجابية، سيظهر ذلك في النتيجة"، ويضيف: "عندما تكون الموارد محدودة، أركّز على العاطفة أو القصة الأساسية التي أريد إيصالها. أتخلّى عن كل ما هو زائد، وأبحث عن طرق مبتكرة لجعل التفاصيل البسيطة أكثر تأثيراً".
٤. المونتاج وما بعد الإنتاج
بعد التصوير، تبدأ مرحلة المونتاج حيث تتكامل جميع العناصر لتشكيل القصة بأكملها. يوصي دوني بإشراك المونتير منذ بداية المشروع، قائلاً: "يساعد ذلك في تحسين سير العمل الإبداعي، ويُقلّل من تكاليف ما بعد الإنتاج". كما يشير إلى أهمية الاستفادة من الجماليات الطبيعية، قائلاً: "أفضّل التصوير في المواقع الخارجية، واستخدام البيئة المتاحة لخلق جو بصري غني ومنخفض التكلفة".
أما كالي-بي فيرى أن القيود ليست عائقًا بقدر ما هي مساحة محفّزة على الابتكار، حيث يقول: "أؤمن أن التحديات تدفعنا إلى التفكير بأساليب غير تقليدية، وهي بذاتها تصنع فرقًا كبيرًا في الأعمال الفنية".
٥. الترويج والتوزيع
بمجرد اكتمال الفيديو، تبدأ مرحلة الترويج والنشر، وهي خطوة لا تقل أهمية عن الإنتاج. يشجّع كالي-بي الفنانين على عدم التردد أو انتظار الظروف المثالية لترويجه، قائلاً: "لا تنتظر الوقت المناسب، فالجمهور يقدّر الاستمرارية والصدق أكثر من الكمال". ويضيف: "إذا كانت رؤيتك حقيقية، سيصل أثرها إلى الناس، بغض النظر عن بساطة الإنتاج أو محدودية الإمكانيات".
٦. العلاقات تصنع الفارق
الفكرة وحدها لا تكفي، والمعدّات لا تصنع الإبداع دون طاقم يؤمن بنا. فالتواصل الفعّال والعلاقات المتينة عنصران لا غنى عنهما في أي إنتاج ناجح. يقول إبراهيم بن طالب: "البيئة الإيجابية في موقع التصوير تخفف من الضغط وتفتح المجال أمام الابتكار".
ويؤكد ماجد العيسى أن جوهر النجاح يكمن في الأشخاص، قائلاً: "العلاقات ضرورية للغاية — ليس فقط لتسهيل سير عملية الإنتاج، بل لبناء فريق يؤمن برؤيتك". ويضيف: "حين تعمل مع مصوّر سينمائي أو مهندس صوت أو حتى ممثلين يفهمون ذائقتك يشاركونك الحماس، تكون النتيجة دائماً أقوى وأكثر تأثيراً".
في النهاية، لا توجد معادلة ثابتة لصناعة فيديو موسيقي ناجح، وهذا ما يمنح الأسلوب الذاتي قوّته. في منطقتنا، يتمكّن الفنانون الصاعدون من خلق عوالم بصرية أصيلة باستخدام مواردهم وإمكانياتهم الخاصة، مُبرهنين أن الفكرة المبدعة هي الأهم. ثقوا أن قصّتكم تستحق أن تُروى، بغض النظر عن نوع العتاد الذي تملكونه أو حجم ميزانيتكم. فالفكرة الأصيلة هي التي تمهّد الطريق، وتفتح الأفق للابتكار، مهما كانت الوسيلة المتاحة.
شارك