

من الأعمال المقتبسة إلى الإنتاجات الأصلية، موجة جديدة من المسرحيات الغنائية تعيد رسم مشهد الفنون الأدائية في العالم العربي.
بواسطة Sara Wael
ي 04 2025
من الأعمال المقتبسة إلى الإنتاجات الأصلية، موجة جديدة من المسرحيات الغنائية تعيد رسم مشهد الفنون الأدائية في العالم العربي.
بواسطة Sara Wael
ي 04 2025
لطالما حمل المسرح الغنائي سحرًا خاصًا، يجمع بين الصوت والصورة والحركة في عرضٍ حيّ يمنح الجمهور تجربة فنية متكاملة. وفي العالم العربي، شهد هذا الفن حضورًا ملحوظًا منذ بدايات القرن العشرين، بدءًا بأعمال سيد درويش مثل "الشيخ والبنات" و"العشرة الطيبة"، مرورًا بمسرحيات الأخوين رحباني التي أدّتها فيروز مثل "بياع الخواتم"، وصولًا إلى تجارب معاصرة تسعى إلى إعادة تعريف المسرح الغنائي وتطويره.
في السنوات الأخيرة، شهد المسرح الغنائي العربي عودة لافتة، من خلال أعمال تمزج بين الموسيقى والأداء الحي، مع السرد البصري والعناصر الفنية المتنوعة. وبين مساعي التجديد ومحاولات إحياء التراث، برزت مجموعة من المسرحيات الغنائية التي تركت أثرًا واضحًا في المشهد.
في هذا السياق، نستعرض أبرز هذه الأعمال، ونرصد كيف استطاعت أن تجذب الجمهور وتعيد إحياء الاهتمام بهذا الفن المتكامل.
لينا شاماميان في مسرحية تحتفي بروائع أسمهان
في عرض موسيقي جديد، تُجسّد لينا شاماميان شخصية المطربة الراحلة أسمهان في مسرحية بعنوان "ASMAHAN"، التي تنطلق من لندن يومي 16 و17 يونيو 2025 على خشبة مسرح ذا بيكوك. تجمع المسرحية بين الغناء الحي، والموسيقى الأوركسترالية، والعروض الراقصة، وتُقدَّم باللغتين العربية والإنجليزية.
في حديث خاص مع بيلبورد عربية، عبّرت لينا شاماميان عن ارتباطها العميق بأسمهان، مشيرةً إلى أنها ترى في مسيرتها انعكاسًا لتجربتها الشخصية كامرأة تنقّلت بين بلدان عدّة لتحقيق حلمها كمغنّية. ووصفت أسمهان بأنها أيقونة حملت على عاتقها مسئولية كبيرة في التمثيل الفني. وأضافت شاماميان أن العرض يتضمّن إعادة تقديم مجموعة من روائع أسمهان، من بينها "يا طيور" و"ليالي الأنس في فيينا"، بأسلوبها الخاص، إلى جانب حضور رمزي لشقيق أسمهان، الموسيقار الكبير فريد الأطرش
كارول سماحة في مسرحية "كلّو مسموح"
أطلّت الفنانة كارول سماحة بدور جديد ومختلف هذا العام من 12 إلى 17 مايو / أيار، حيث قدّمت النسخة العربية من المسرحية العالمية الشهيرة "Anything Goes" التي لحّنها كول بورتر، وذلك على خشبة مسرح كازينو لبنان. جسّدت في العرض شخصية ياسمينا، ضمن عمل موسيقي راقص ينبض بروح برودواي، ويقدّم مزيجًا من القصص الرومانسية والكوميدية.
جاء العمل من تأليف وإخراج روي الخوري وإنتاج نايلة الخوري، وقد تميّز بإنتاج ضخم جمع بين الأزياء الفاخرة والمشاهد الراقصة المتقنة، إلى جانب أداء أوركسترالي حيّ. شارك في العرض أكثر من عشرين راقصًا وراقصة، ما أضفى على المسرحية طابعًا استعراضيًا عالميًا بروحٍ عربية. ومن المقرر أن تُعرض المسرحية قريبًا ضمن فعاليات مهرجان بيت الدين، لتواصل بذلك رحلتها الفنية على أحد أعرق المسارح اللبنانية.
مسرحية "صُنع في الكويت"
لطالما شكّلت المسرحيات جزءًا أساسيًا من المشهد الفني الخليجي، لكن الأعمال المعاصرة بدأت تتوسّع في طرحها لتشمل ثيمات تسويقية وتجارية أيضًا. من بين هذه العروض، برزت مسرحية "صُنع في الكويت"، التي قُدّمت عام 2024 على خشبة صالة الاتحاد الكويتي للملاكمة، كمزيج بين الكوميديا والإعلان لمنتجات شركة KDD. ضمّ العمل نخبة من الفنانين الخليجيين، على رأسهم شجون الهاجري وعبدالله بوشهري، ولاقى زخمًا كبيرًا فور الإعلان عنه.
وكما هو الحال مع معظم الأعمال الجماهيرية، لم تَسلَم المسرحية من الانتقادات. بين من رأى أنها تفتقر إلى المضمون، ومن اعتبرها لا تعبّر عن الهوية الثقافية الكويتية، وأُثير جدل واسع حول هدفها ورسالتها. هذا التفاعل، سواء كان إيجابيًا أم سلبيًا، يعكس تحوّلًا لافتًا في ذائقة الجمهور، الذي بات يطالب بمحتوى أكثر عمقًا، ونصوص أقوى، ورؤية فنية تتجاوز حدود الترفيه أو الدعاية.
مروة ناجى تُحيي أم كلثوم في أول مسرحية هولوغرام موسيقية في مصر
لطالما كان المسرح الغنائي جزءًا أصيلًا من الإرث الفني المصري، حيث ازدهرت الأوبريتات والعروض الموسيقية منذ بدايات القرن العشرين. إلا أنّ هذا العمل يُعد أول إنتاج مسرحي يجسّد سيرة السيدة أم كلثوم الأسطورية، من خلال مزج دراما حية بتكنولوجيا الهولوغرام، إلى جانب الموسيقى والعرض البصري، على خشبة مسرح قصر النيل التاريخي في قلب القاهرة.
تجسّد الفنانة مروة ناجي شخصية أم كلثوم في هذا العمل الاستثنائي بعنوان "صوت وصورة"، لتعيد إحياء محطات محورية من مسيرتها من خلال الغناء والسرد الأوركسترالي. يقود هذا الإنتاج الموسيقي المايسترو إيهاب عبد الحميد، فيما كتب النص محمد زكي وأخرجه مصطفى زكي، وهو من إنتاج هايف ستوديو.
تحط هذه المسرحية الموسيقية لأول مرة في القاهرة يوم الخميس 29 مايو / أيار، بعد نجاحها الكبير في الكويت والسعودية خلال موسم الرياض، وتتضمن أداءً مفاجئًا لأغاني لم تُقدم من قبل على المسرح.
برودواي في العالم العربي
ومن بين المحطات البارزة، عرض المسرحية العالمية الأيقونية "شبح الأوبرا" في مدينة الرياض خلال أكتوبر / تشرين الأول 2023، ضمن مبادرة أطلقتها الهيئة الملكية لمدينة الرياض لتعزيز الحراك الثقافي والفني. وقد استقطب العرض آلاف الحضور، في خطوة تنسجم مع أهداف برنامج "جودة الحياة" المنبثق عن "رؤية السعودية 2030"، والهادف إلى إثراء تجربة السكان والزوار عبر فعاليات ثقافية رفيعة المستوى.
وإلى جانب ذلك، ستُعرض مسرحية "بيتلجوس" المستوحاة من فيلم تيم بورتون الشهير في العالم العربي قريبًا، وذلك في أبو ظبي في نوفمبر 2025.
شارك