مسكنالفعالياتمساحاتMDLBEAST Radioمؤسسة مدل بيستالتوظيفمكافأت السعوديهاحتفالات الشركات


صناعة الموسيقى

الميسكينغ والماسترينغ: مراحل حاسمة في صناعة الصوت الموسيقي


بواسطة Nour Ezzedine

ي 17 2025

صناعة الموسيقى

الميسكينغ والماسترينغ: مراحل حاسمة في صناعة الصوت الموسيقي


بواسطة Nour Ezzedine

ي 17 2025

تمر كل أغنية نسمعها برحلة طويلة، من التسجيل الخام إلى الصوت النهائي الذي يصل إلى أذان المستمعين، وهذه الرحلة لا تكتمل دون مرورها عبر مرحلتين حاسمتين: الميسكينغ والماسترينغ. هاتان العمليتان تشّكلان العمود الفقري لتحويل العناصر الصوتية المتفرقة إلى تجربة سمعية متكاملة، لِتبرُز كل تفصيلة بدقة عالية وتمنح الأغنية عُمقها وحيويتها.

مع ازدياد التطوّر التقني في مشهد الموسيقى بالمنطقة، بات الاهتمام بهاتين المرحلتين ضرورة لتقديم موسيقى تعكس الهوية الفنية الحقيقية للفنانين والمنتجين، وتُحافظ على ثراء وتنوع المشهد الصوتي في مختلف الجنرات من الهيب هوب إلى البوب والإندي مرورًا بالمهرجانات وغيرهم الكثير.

في هذا المقال، نستعرض معًا مفهوم الميسكينغ والماسترينغ، ونفتح باب الحوار مع ثلاثة منتجين من المنطقة، يشاركوننا تجاربهم وأسلوبهم الخاص في صناعة الصوت المتقن.

الميسكينغ والماسترينغ: أساس صناعة الصوت الاحترافي

تأتي عملية المكسينغ بعد انتهاء عملية تسجيل الأغنية، وتعمل على ضبط وجمع عناصرها من صوت الغناء إلى الآلات الموسيقية، بهدف خلق صوت متوازن ومتناغم. يقوم المنتجون بتوزيع الأصوات بين الجانبين يمين ويسار، ضبط الترددات (EQ) والضغط الصوتي (Compression)، وإضافة المؤثرات الصوتية مثل الريفيرب (Reverb) والديلاي (Delay). 

أمّا مرحلة الماسترينغ فوظيفتها وضع اللمسات النهائية على الصوت. في هذه المرحلة، يقوم مهندس الصوت أو المُنتج بضبط مستوى الصوت العام، فيعمل على توحيد الصوت عبر كامل الأغنية أو الألبوم لضمان جودة ثابتة على جميع أجهزة التشغيل، من السماعات البسيطة إلى أنظمة الصوت الاحترافية، كما لو أنه يصقل تمثالًا ليبرز جماله ويجهّزه للعرض.

هاتان المرحلتان تحولان التسجيلات الأولية إلى أعمال فنية متكاملة ذات جودة عالية تؤثر في المستمع، وهي ضرورة لكل فنان ومنتج في المشهد الموسيقي في المنطقة. 

رهمان: من العمق العاطفي إلى الصوت المتماسك 

يرى رهمان، المنتج البارز من المشهد الخليجي، أن الميكسينغ والماستيرينغ يخدمان أهدافًا إبداعية مختلفة، ويجب التعامل معهما كمراحل منفصلة في عملية الإنتاج. فالميكس هو النقطة التي يتم فيها خلق توازن بين الأصوات والعناصر الموسيقية لرواية القصة التي يريد الفنان إيصالها. ويشرح: "الميكسينغ هو المرحلة التي تنبض فيها الأغنية بالحياة، من خلال موازنة الغناء والآلات والمؤثرات لتجسيد القصة التي يريد الفنان إيصالها".


في المقابل، يعتبر رهمان أن الماسترينغ يُعنى بالصقل النهائي وضمان اتّساق الصوت على جميع أنظمة التشغيل، مشددًا على أهمية الفصل بين المراحل: "التعامل معهما كمراحل منفصلة أمر ضروري، لأن كل مرحلة تتطلب عقليّة مختلفة: الميكسينغ تعبيري ومفصّل، بينما الماسترينغ يدور حول الوضوح والثبات والتأثير." وشبّه الأمر بعملية الرسم، حيث يمثل الميكس التلوين، بينما يُعد الماسترينغ الزخرفة النهائية.

من التجارب التي يعتز بها رهمان عمله على ألبوم "Valhalla" الذي ضمّ أكثر من 20 فنانًا و35 أغنية، حيث احتاج إلى تحويل مواد أولية متفاوتة الجودة إلى عمل متماسك دون فقدان طابعها الخاص. وتحدث عن هذه التجربة قائلًا: "بعض التراكات بدأت بشكل بدائي للغاية، لكن من خلال الميكسينغ والماستيرينغ، وتعزيز حضور الصوت والديناميكية والعمق المناسب، استطعت أن أرتقي بها إلى مستوى قوي."
كما ذكر أن خلال عمله على الألبوم، عبّر له الرابر من المشهد المصري أبو الأنوار عن الفارق الذي سمعه جيدًا بعد انتهاء العمليتين، قائلًا "أبو الأنوار قال لي إنها أفضل مرة يسمع فيها صوته بهذا الشكل في أغنية، وأسعدني ذلك بشدّة."


https://www.youtube.com/watch?v=Lq61n0VyeRI

هالة شريف: من أمام المايكروفون إلى هندسة الصوت

بالنسبة لهالة شريف، المنتجة والرابر من المشهد المصري، لا يمكن فصل دورها كمغنية عن عملها في الميكسينغ والماسترينغ، إذ تشعر أن تجربتها أمام الميكروفون منحتها فهمًا أعمق لصناعة الصوت، وانعكست مباشرة على طريقة كتابتها وتلحينها وتعاملها مع المراحل التقنية. وأشارت إلى أن "ما يُميزني هو أنني أُشرف على كل مراحل العمل بنفسي: أكتب، وألحّن، وأُسجّل، ثم أتولى الميكس والماستر."

في المقابل، ترى هالة أن هناك اختلاف جوهري بين مرحلتي الميكسينغ والماستيرينغ، من حيث المزاج الفني الذي تتطلّبه كل مرحلة. فهي تميل إلى الميكسينغ، لأنه المساحة التي تتيح لها التعبير الإبداعي الأوسع، حيث تقول: "في هذه المرحلة أستطيع أن أحدّد لون التراك وأسلوبه بالكامل، هل أريده أن يحمل طابع فينتچ أو فِرِح، أم دافئًا بأسلوب الآر-أند-بي، أو حتى مشحونًا بطاقة التراب. كل ذلك يتم تحديده أثناء الميكس، من خلال ضبط مستويات الصوت والترددات، والمؤثرات الصوتية على الغناء والعناصر الأخرى."

كما تحدثت عن مشاريع مختلفة اشتغلت فيها على الميكس والماستر، كمشروعها مع أبيوسف الذي اتّسم بروح تجريبية لا تعتمد على المعايير التقليدية، وأشارت :"وعلى النقيض من ذلك، عندما عملت على إعلان لعبة PUBG مع أرسينيك، كان التركيز مختلفًا تمامًا. كان المطلوب هو الوصول إلى صوت نظيف يطابق المعايير الصناعية، دون أن نفقد شخصية صوت آرسينيك، مع الحفاظ على نبرة مشرقة وقوية".

https://www.youtube.com/watch?v=_9MRcnYzZk0



ووردنكلف: الميكس والماستر كمرحلة إنتاج إضافية

في حديث خاص مع ووردنكلف، واحد من أبرز المنتجين الموسيقيين في مشهد الهيب هوب العربي بالمنطقة، أخبرنا أن "الميكسينغ والماسترينغ لعملية الإنتاج، وهي مسألة ذوق واختيارات يجب أن تكون ملائمة للإنتاج أكثر من أن تلحق قالبًا أو الذوق العام"، موضّحًا أن كل عمل فني يتطلب نهجًا خاصًا حسب محتوى الإنتاج والكلمات والجو العام، مشيرًا إلى أن "أكثر شيء ملائم للتراك الذي أعمل عليه هو أكثر شيء يبدو جيدًا بالنسبة لي، وما يأتي بعده سيكون مختلفًا كليًا، وهذا هو المطلوب". 

أما في ما يتعلق بالإنتاج المنزلي، فيذكر ووردنكلف أن التعامل مع ملفات التسجيل البسيطة يتم باتفاق مسبق مع الفنانين عن بعد، بهدف توجيههم بشأن إخراج الملفات بالشكل المناسب، ويشير إلى وجود "برامج متطورة كافية لتنقية الصوت من الشوائب الناتجة عن التسجيل المنزلي ذي الإمكانيات المحدودة". 

 كما يؤكد أن مرحلة الميكس "هي مرحلة إضافية من عملية الإنتاج، ففي كثير من الحالات أُجري تعديلات قد تكون بسيطة أو كبيرة، وأحيانًا يتحول الجو العام من جو إلى آخر مختلف تمامًا، وأحيانًا يتغير التوزيع أيضًا". ويضرب مثالًا على تراك "هاد خوفي" مع سينابتك وساكت، موضحًا أن "البيت كان مختلفًا جدًا في البداية، وعندما سجل سينابتك الفوكالز عليه، تغير بنسبة حوالي ٣٠٪، وعندما سجل ساكت، تغير بنسبة أكبر حتى. وهذه التغييرات لم تكن لتحدث بدون عملية الميكسينغ، حتى وإن كان ميكسًا أوليًا". ويختم بالقول: "إذا قارنا الإنسترومينتال كيف كان وكيف صار في النتيجة النهائية، فإنه من الصعب التعرف عليه بسهولة على أنه نفس اللحن. هذه تجربتي الشخصية ولا توجد طريقة صحيحة واحدة في صناعة الموسيقى".

https://www.youtube.com/watch?v=o513AADBSQ8


شارك