مسكنالفعالياتريكوردزمساحاتMDLBEAST Radioمؤسسة مدل بيستالتوظيف


صناعة الموسيقى

أصداء الماضي: نظرة على تاريخ الموسيقى العربية


بواسطة MDLBEAST

س 11 2023

صناعة الموسيقى

أصداء الماضي: نظرة على تاريخ الموسيقى العربية


بواسطة MDLBEAST

س 11 2023

للموسيقى العربية، بألحانها وإيقاعاتها الجميلة، مكانة راسخة في التراث الثقافي الغني لمنطقة الشرق الأوسط، حيث يعود تاريخها إلى قرون ماضية وقد تأثرت خلالها بالعديد من الحضارات المتنوّعة التي ساهمت في تشكيل هوية المنطقة الفنية.

من الأصوات المميّزة للإيقاع العربي، وصولًا إلى الوسط الموسيقي والترفيهي المزدهر في المملكة العربية السعودية، يتطرق هذا المقال إلى تطوّر الموسيقى العربية وحضورها المميّز في المسرح العالمي.

جذور الأغاني العربية القديمة والتبادل الثقافي

يمكن تتبُّع أصول الموسيقى العربية إلى الحضارات القديمة لبلاد الرافدين ومصر، فهذه المجتمعات السابقة استخدمت آلات موسيقية مثل القيثارة، ومهّدت الطريق للتقاليد الموسيقية التي تلتها. مع بداية العصر الذهبي الإسلامي، ازدهرت الموسيقى العربية، واحتضنت أنماطًا موسيقية متنوّعة وآلات من مناطق بعيدة مثل بلاد فارس والهند وشمال إفريقيا، وأثرى هذا التبادل الثقافي نسيج الموسيقى العربية، وجعلها مزيجًا متناغمًا من مختلف العناصر الموسيقية.

الإيقاع العربي

إحدى السمات التي تميّز انواع الموسيقى العربية هي إيقاعها الساحر، الذي يعرف بأنماطها المعقدة وإيقاعاتها المتقطعة، حيث تلعب آلة الإيقاع التقليدية، الدربوكة، دورًا مهمًا في تشكيل الإيقاع العربي، فأنماطها الحيوية والإيقاعية تضبط أي أداء موسيقي، وتضفي عنصرًا ديناميكيًا وجذابًا للموسيقى العربية.

تختلف الموسيقى العربية أيضًا عن الموسيقى الغربية بأمرين رئيسيّين:

  1. استخدام النغمات الدقيقة، وهي الأصوات التي تقع بين الدرجات الموسيقية على السلّم اللوني للموسيقى الغربية.

  2. قلّة استخدام الأوتار؛ ففي السلّم اللوني، تفصِل أنصاف النغمات بين الدرجات الموسيقية. أمّا في الموسيقى العربية، يمكن استخدام أرباع النغمات للفصل بين الأصوات، ممّا يزيد من عمق وثراء الألحان.

الوسط الموسيقي والترفيهي في المملكة العربية السعودية

شهِدت المملكة العربية السعودية تحوّلًا ثقافيًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، حيث بُذلت جهود واسعة في تعزيز الفنون والفعاليات الترفيهية. لهذه الغاية، أتت رؤية السعودية 2030 لتنويع الاقتصاد وإثراء المشهد الثقافي من خلال فتح آفاق جديدة للترفيه، ونتيجة لذلك، شهِدت المملكة العربية السعودية انطلاقة مبهرة للفعاليات والمهرجانات والحفلات الغنائية التي تجذب الفنانين والجماهير من جميع أنحاء العالم، وكانت شركات مثل مدل بيست في طليعة هذه الحركة، وساهمت في نمو قطاع  الترفيه في السعودية.

تُعتبر مدل بيست شركة رائدة في مجال الموسيقى والترفيه في المملكة العربية السعودية، وقد لعبت دورًا محوريًا في تشكيل المشهد الموسيقي في المملكة عبر تبنّي رؤية تهدف إلى تمكين الفنانين وتعزيز التراث الثقافي النابض للمنطقة. نظّمت شركة مدل بيست فعاليات كانت الأولى من نوعها مثل مهرجان ساوندستورم، الذي يجمع بين فنانين دوليّين مشهورين ومواهب محلية صاعدة، ويُظهر تنوّع الموسيقى العربية والتأثير العالمي لأصوات الشرق الأوسط.

الحفاظ على التراث وابتكار المستقبل

في حين تحتضن الموسيقى العربية التأثيرات الحديثة، إلّا أنّها لم تفقد ارتباطها بجذورها التاريخية، حيث يحرص الفنّانون المعاصرون على الحفاظ على تاريخ الموسيقى العربية التقليدية وقوامها ، مع استكشاف طرق جديدة للتعبير عن إبداعاتهم، فنرى أنّ الكثير منهم يدمجون ألحانًا عربية تقليدية مع أنماط موسيقية حديثة مثل البوب والروك والموسيقى الإلكترونية، ممّا يخلق مزيجًا متناغمًا يُطرب آذان الجماهير في جميع أنحاء العالم.

يستمر العديد من الفنانين الشباب بالظهور في الساحة الموسيقية العالمية، وإثبات قدرتهم على تسخير التأثير الثقافي الغني لتراثهم، مع الحفاظ على هوية شخصية فريدة لهم.

إلى جانب هذه الثورة الموسيقية، تعمل المملكة العربية السعودية على تمكين المعلّمين والمحافظة على الثقافة من خلال إضافة الموسيقى كجزء أساسي من المناهج الدراسية. في يوم الأحد، الرابع من يونيو، شاركت 7000 معلمة رياض أطفال في دورة تأهيلية موسيقية للمعلّمين، مدّتها أربعة أسابيع. تهدف هذه المبادرة إلى تزويد المعلّمين بالأدوات والمعرفة اللازمة لتنمية جيل جديد من الموسيقيّين، ممّا يضمن استمرارية الموسيقى العربية وتطوّرها.

التأثير العالمي

تجاوز تأثير الموسيقى العربية حدود الشرق الأوسط، وأسر جماهير من مختلف أنحاء العالم. فمع ظهور المنصات الرقمية وخدمات البث المباشر، وصلت الموسيقى العربية إلى جمهور دولي أكبر ، وأصبحت تسهم في تعزيز التفاهم الثقافي المتبادل والتقدير ، ليستمر سحر لحن الموسيقى العربية وجاذبية إيقاعها بترك أثر لا يمكن إنكاره في الساحة الموسيقية العالمية، وتجاوز كلا حاجزي اللغة والثقافة.

يشهد تاريخ الموسيقى العربية على حجم التأثير الناتج عن التعبير الفني والتبادل الثقافي المستمر. فمن جذورها وحضارتها القديمة، وحتى الساحة الترفيهية النابضة بالحياة في المملكة العربية السعودية، تطوّرت الموسيقى العربية لتصبح شكلًا فنيًا غنياً ومتنوّعاً، يجمع بين التقليد والابتكار.

الموسيقى العربية، بإيقاعاتها ومقاماتها الفريدة، هي منبع الحياة لهذه الرحلة الموسيقى. وبينما تستمر شركات مثل مدل بيست، في مهرجانها الموسيقي السنوي ساوندستورم ومهرجان بلد بيست؛ بتعزيز ودعم المواهب المحلية، فإنّ صدى الماضي سيرن دائماً في أذهان الأجيال القادمة.


شارك