

المرأة في عالم الموسيقى: فنانات غيّرن قواعد اللعبة
بواسطة MDLBEAST
م 24 2025
المرأة في عالم الموسيقى: فنانات غيّرن قواعد اللعبة
بواسطة MDLBEAST
م 24 2025
لا تقتصر الموسيقى على مجموعة من الألحان فقط؛ بل هي انعكاس للثقافة والمشاعر وأداة للتغيير، وكما هو الحال دائماً كانت النساء في قلب التغييرات والتحولات التي أحدثتها الموسيقى عبر العصور، واستطعن عبر العمل الجاد وتحديهن للعوائق إعادة رسم ملامح صناعة الموسيقى. يحتفي هذا المقال بالرائدات والمبدعات اللواتي أثّرن في عالم الموسيقى وغيرن مساره ويبين أهمية الدور الذي لعبنه.
فنانات مهدن الطريق لدخول النساء إلى عالم الموسيقى
في وقت لم تكن فيه الموسيقى دائمًا مساحة تعبّر فيها النساء عن أنفسهن، ظهرت أصوات استطاعت تغيير المشهد، ومنهن أريثا فرانكلين، المعروفة بـ "ملكة السول"، والتي استحقت هذا اللقب بجدارة. وأصبحت بعض الأغاني مثل "Respect" رموزًا للقوة والإلهام، تتجاوز حدود الجنس والعرق.
كما كسرت بيلي هوليداي الحواجز في عالم الموسيقى من خلال تقديمها بعض الأغاني الجريئة، مثل "Strange Fruit"، والتي تحدّت بها القواعد السائدة. لم يقتصر دور هؤلاء الفنانات على الترفيه؛ بل كنّ جزءًا من تحوّل أعمق في عالم الموسيقى.
مبدعات تخصصن في مختلف أنواع الموسيقى
لكل نوع موسيقي ملكة، وهؤلاء النساء توّجن أنفسهن من خلال ابتكارهن ودفعهن للحدود، فمثلًا سيطرت مادونا على موسيقى البوب، بل واستولت على ثقافة البوب بأكملها بأغانيها الجريئة، وعروضها الأيقونية، وتجديد ما تقدمه مرارًا وتكرارًا، وأثبتت أن البوب يمكن أن يكون فنًا وأسلوباً للتمرد في آنٍ واحد.
أما ميسي إليوت، فهي قوة إبداعية استثنائية في عالم الهيب هوب؛ إذ أعادت تعريف الحدود التقليدية بإيقاعاتها المستقبلية وصورها الجريئة، فمن غيرها يمكنه تحويل أغنية مثل "Get Ur Freak On" إلى واحدة من أعظم الأغاني؟ لقد تردد تأثيرها السحري في موسيقى اليوم، وكأنها كانت ترى المستقبل منذ زمنٍ بعيد.
ولا يمكن أن ننسى أساطير الروك مثل جوان جت، التي تميزت بإصرارها وصوتها الأجش المميز الذي عزز وجودها في عالم الروك. كسرت جت الحواجز التي أبقت النساء خارج حدود هذا النوع الموسيقي ووضعت عليه بصمتها الخاصة لتثبت أن النساء قادرات على التفوق في الروك، بل وربما أكثر.
أيقونات العصر الحديث
اليوم، لا تكتفي الفنانات بالمشاركة في المشهد الموسيقي، بل يتصدرن الساحة بقوة غير مسبوقة، فمثلاً بيونسيه ليست مجرد فنانة تُصدر ألبومات، بل تصنع لحظات فارقة في الصناعة. من سردها الدرامي في "Lemonade" إلى أدائها المذهل في "Coachella"، تؤكد بيونسيه لنا كيف يمكن للرؤية الواضحة أن تتحول إلى تجربة موسيقية استثنائية عندما تتلاقى مع الموهبة.
كما أعادت تايلور سويفت صياغة مفهوم نجمة البوب، وأظهرت من خلال أسلوبها وروايتها الموسيقية المميزة أهمية الإبداع الشخصي، وساعد نجاحها في التنقل بين موسيقى الكونتري والبوب والإندي رمزًا للتنوع الموسيقي عبر العصور.
وأخيرًا، روزاليا، التي تُمثل اندماجًا مميزًا بين الفلامنكو والبوب والريغيتون والموسيقى الإلكترونية، خلقت صوتًا جديدًا بالكامل خاصًا بها. كفنانة عالمية، أثبتت أن الموسيقى ليست محدودة بجغرافيا أو ثقافات، بل لغة عالمية تُلهم الجميع.
نساء يصنعن الفارق خلف الكواليس
لا تقتصر الثورة الموسيقية على الفنانات اللواتي يعتلين المسرح، بل هناك نساء خلف الكواليس يغيرن قواعد اللعبة. المنتجات، وكاتبات الأغاني، والمديرات التنفيذيات يمثلن القوى الخفية التي غالبًا ما تُعيد تشكيل صناعة الموسيقى.
من بين الأسماء البارزة، سيلفيا روبنسون، الملقبة بـ "أم الهيب هوب"، التي شاركت في إنتاج أغنية "Rapper’s Delight"، التي والتي أضفت طابعًا عالميًا على هذا النوع الموسيقي.
كما تبرز ليندا بيري، التي تقف وراء أغنيات ناجحة مثل "Beautiful" لكريستينا أغيليرا، إذ أن طريقتها الفريدة في كتابة الكلمات بطريقة تصل إلى القلوب جعلتها واحدة من أكثر كاتبات الأغاني شهرةً.
وأخيرًا، لا يمكن إغفال دور النساء في المناصب القيادية. مثلًا، ساهم ماثيو نولز، المدير السابق لأعمال بيونسيه، في صناعة نجوم عظماء، وشجع ابنته لاحقًا على تأسيس شركتها الخاصة "Parkwood Entertainment"، لتتمتع بتحكم كامل في إبداعها الفني.
المزيد في صناعة الموسيقى


يوم الخميس التذكاري: استرجاع أغاني الثمانينات الكلاسيكية

تأثير المهرجانات الموسيقية على الصناعة
النساء على المسرح العالمي
يمكن اعتبار الموسيقى لغة عالمية، تضيف إليها كل امرأة لمستها الفريدة من مختلف أنحاء العالم، فمثلاً "كوكب الشرق" أم كلثوم ليست مجرد أسطورة في العالم العربي؛ بل إن صوتها يجسد الأناقة التي لا تتأثر بمرور الزمن.
أما في أمريكا اللاتينية، فتظل سيلينا كروز "ملكة السالسا" بلا منازع، إذ أن طاقتها المتقدة وعروضها التي لا تُنسى يثبتان أن الشغف لا يعرف حدودًا.
وفي أفريقيا، استطاعت أنجيليك كيدجو استخدام موسيقاها لدمج الثقافات المختلفة والدفاع عن العدالة الاجتماعية، مؤكدة أن الفن والنشاط المجتمعي يمكن أن يتكاملا معًا.
مواجهة التحديات: صراعاتهن وانتصاراتهن
لم تكن الرحلة سهلة على الإطلاق؛ فقد واجهت الفنانات تمييزًا جنسيًا ومواقف تحاول وضع النساء ضد بعضهن البعض. ومع ذلك، أثبتن مرارًا قدرتهن على تجاوز هذه العقبات.
عندما جعلت ليزو الحديث عن تقبّل الذات والاعتزاز بالجسم محور أغانيها، رفعت صوتها عالياً، ورسالتها عن حب الذات أصبحت واضحةً بقدر نجاحاتها الموسيقية. أما نيكي ميناج، فقد اضطرت لمواجهة نظرائها من الرجال في عالم الراب لتنال الاحترام الذي تستحقه، وسجلت حضورها بقوافي حادة لا يمكن تجاهلها. هذه التحديات تضيف طعمًا خاصًا لانتصاراتهن، وتذكرنا دائمًا بأن كسر الحواجز يتطلب الكثير من الصمود والإصرار.
مستقبل نسائي
بينما نكرّم النساء اللواتي تركن بصمة في الموسيقى، فإن المستقبل يبدو أكثر إشراقًا وشمولية. الجيل الجديد من الفنانات مثل بيلي إيليش، ودوجا كات، ورينا ساواياما يمثل دليلًا حيًا على أن لا شيء مستحيل في عالم الموسيقى بالنسبة للنساء. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات يجب عليهن العمل على تجاوزها، مثل تحقيق التمثيل المتكافئ، والمساواة في الأجور، وكسر الصور النمطية، لذا يظل دعم الفنانات وتسليط الضوء على أصواتهن والاعتراف بمساهماتهن أمرًا بالغ الأهمية.
الفنانات لا يشاركن فقط في صناعة الموسيقى، بل يبدعن، ويروين القصص، ويشكلن الثقافة. من الأساطير السابقة إلى نجمات اليوم اللواتي يشقن طريقهن نحو النجومية، غيّرت هؤلاء النساء قواعد اللعبة بالكامل، وهذه مجرد البداية.
-
تحتفي مدل بيست بالنساء وتمنحهن الفرصة لعرض مواهبهن من خلال المهرجانات والفعاليات الموسيقية مثل ساوندستورم، حيث تجد مساهماتهن في الموسيقى صوتًا أقوى وأوضح من أي وقت مضى.
شارك