مسكنالفعالياتمساحاتMDLBEAST Radioمؤسسة مدل بيستمكافأت السعوديهالتوظيف


صناعة الموسيقى

اكتشف تاريخ العود: رحلة بين الزمن والألحان


بواسطة MDLBEAST

أ 12 2023

صناعة الموسيقى

اكتشف تاريخ العود: رحلة بين الزمن والألحان


بواسطة MDLBEAST

أ 12 2023

في عالم الآلات الموسيقية، قليلةٌ هي الآلات التي تمتلك تاريخاً غنياً وسحراً آسراً مثل العود. يعد العود جسراً بين الثقافات، وذلك بفضل أصوله القديمة وصداه الخالد، ويقف شاهداً على الإبداع الإنساني، ويلعب دوراً جوهرياً في تطوير أنواع مختلفة من الموسيقى، خاصةً في الثقافة العربية والشرق أوسطية. سنتعرف اليوم على تاريخ العود وأصوله وتطوره عبر الزمن.

ما هو أصل آلة العود؟

تعود أصول العود إلى بلاد فارس القديمة، ليشتهر بعدها في العالم العربي خلال العصر الذهبي للإسلام، ويشار للعود أحياناً بالنسخة الأولية للجيتار الحديث. ويتميز العود بشكل يشبه الإجاصة وعنق طويل خالٍ من الدساتين (وهي فواصل على رقبة الجيتار تشير إلى نصف نغمة). وتعني كلمة "العود" في اللغة العربية وهي المادة التي تصنع منها هذه الآلة الموسيقية، وغالباً ما يصنع العود من مجموعة مختلفة من الخشب التي تؤثر على طبيعة النغمات الصادرة عنه.

ويضفي التاريخ الغني للعود لمسةً من الأصالة لا يمكن للكثير من الآلات مضاهاتها، وتحرك ألحانه الدافئة العديد من المشاعر. لذا، ليس من المستغرب أن العود قد حمل أهميةً كبيرةً في التقاليد الموسيقية في البلدان الواقعة في شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية وما وراءها.

دمج العود والجيتار: مزيج متناغم

لا يمكننا التغاضي عن العلاقة العميقة بين العود والجيتار، حيث أن كليهما تطور عبر الزمن متشاركين في التقنيات والأفكار، وساهم كليهما في إثراء التاريخ الموسيقى للآلة الأخرى. ويظهر التداخل بين الآلتين بشكل واضح من خلال "عود الجيتار" وهو مزيج بين العود والجيتار يجمع بين صوت العود المميز ودساتين الجيتار المألوفة.

وتهدف هذه الآلة المبتكرة إلى تقديم حلاً وسطاً للموسيقيين الذين اعتادوا على عزف الجيتار ولكنهم ينجذبون للألحان المميزة للعود وإمكانياته الموسيقية الفريدة. وتعد هذه الآلة مفيدةً لعازفي الجيتار الذين يرغبون بتجربة الأساليب الموسيقية العربية والشرق الأوسطية دون الاضطرار إلى العزف على العود التقليدي الخالي من الدساتين الموجودة على الجيتار. كما يعكس استحداث هذه الآلة تطور الآلات الموسيقية والتوجه نحو الجمع بين التقاليد الثقافية وأساليب العزف المعاصرة.

بنية العود: إطار التعبير

يلعب تاريخ العود وتصميمه وبناءه دوراً جوهرياً في تكوين صوته الساحر، وعادةً ما يستخدم العود ستة أوتار، ولكن هناك بعض النسخ التي تستخدم وتراً إضافياً لإنتاج صوت أعمق وأكثر تعقيداً. وعلى عكس الجيتار الحديث، يخلو العود التقليدي من الدساتين مما يتيح للعازفين الانتقال بين النغمات بسلاسة وإنتاج نغمات أكثر دقة تضفي عمقاً وأصالةً تنفرد فيها الموسيقى العربية عن غيرها.

وكما ذكرنا أعلاه، فإن لوحة الصوت في العود تصنع من خليط من أنواع الخشب، ويلعب هذا التصميم والبناء المميز دوراً كبيراً في تمييز صوت وصدى العود.

وفي شكله التقليدي، تربط أوتار العود بالجسر مباشرةً عوضاً عن استخدام دبابيس الجسر، وتحسن هذه الطريقة من مرونة الأوتار وتسمح للعازفين بإنتاج فروق لحنية دقيقة ومعبرة خلال العزف.

وإلى جانب استخدامه كآلة مرافقة للغناء والرقص، للعود دوراً لحنياً مهماً في الفرق الموسيقية، وتجعل الألحان المعبرة التي يصدرها العود منه أداةً موسيقيةً مناسبة للأداءات المنفردة. ويعد العود ركيزةً أساسيةً للتأليف الموسيقي سواءً في الأغاني الفولكلورية أو المقطوعات الكلاسيكية المعقدة.

ما وراء التقاليد: العود الكهربائي والابتكارات الحديثة

على الرغم من عمق تاريخ العود، إلا أن التقدم التكنولوجي أتاح لهذه الآلة العريقة سد الفجوة بين الموسيقى الحديثة والتقليدية. ويعد العود الكهربائي أحد الابتكارات التي أعادت إحياء هذه الآلة القديمة من خلال دمجها مع التكنولوجيا الحديثة.

ويقدم العود الكهربائي للموسيقيين وسيلةً للاستمتاع بتجارب موسيقية متنوعة دون أي قيود، وذلك من خلال المزج بين السحر التقليدي لجسم العود بشكله الذي يشبه الإجاصة وتقنيات الصوت المتقدمة والفريدة. يحافظ العود على أصالة الألحان التقليدية ويطلق العنان للإبداع من خلال السماح لمستخدميه بالتمتع بمختلف الأنماط الموسيقية، مثل الجاز والموسيقى الإلكترونية. ويثبت ذلك قدرة العود على تخطي الحدود الثقافية ونقل ألحانه الساحرة إلى المستقبل دون فقدان جاذبيته التقليدية الخالدة.

 آلة العود العربية: رمز الهوية الثقافية

العود ليس مجرد آلة موسيقية، بل هو رمز يعبر عن الهوية الثقافية ووسيلة فعالة لسرد القصص، فقد روت ألحانه حكايات الحب والألم، والبطولة عبر الأجيال المختلفة، وهو أداة لتجاوز الحدود اللغوية والتعبير عن المشاعر على المستوى العالمي إذا عزفته أيادي موسيقية بارعة.

تتوحد الآلات الموسيقية العربية، والتي يعد العود عضواً بارزاً فيها، بروح مشتركة تجمع بين الشغف والإبداع. وتنطوي الموسيقى العربية على العديد من الآلات المميزة بالإضافة للعود، مثل القانون وهو آلة موسيقية وترية تنسج الألحان الموسيقية المعقدة ببراعة، والناي وهو مزمار من القصب يصدر عنه ألحانٌ جميلة تحاكي الرياح في الصحراء. 

ويساهم العود وغيره من الآلات الموسيقية بشكل كبير في تطور المشهد الموسيقي العربي التقليدي والمعاصر، وتساعد في الحفاظ على الإرث الثقافي، والتكيف مع تغير الأذواق في ذات الوقت. وتتشابه المهرجانات الموسيقية مثل ساوندستورم من مدل بيست مع هذه الآلات الموسيقية في الدور الذي تلعبه في الحفاظ على الإرث الثقافي الغني في مدينة الرياض، وتطويرها للمشهد الفني والترفيهي في السعودية.


شارك