مسكنالفعالياتريكوردزمساحاتMDLBEAST Radioمؤسسة مدل بيستالتوظيف


صناعة الموسيقى

الآلات الوترية: حياكة النسيج الموسيقي


بواسطة MDLBEAST

أ 19 2023

صناعة الموسيقى

الآلات الوترية: حياكة النسيج الموسيقي


بواسطة MDLBEAST

أ 19 2023

تحتل الآلات الوترية مكانة خاصة في سيمفونية التعبير الموسيقي الرحبة، ذلك بما تشمله من ألحان العود العربي، والكمان، والتشيلو، وغيرها من الآلات الوترية، التي تحبك جزءاً خلاباً من النسيج الموسيقي الغني. 

تابع قراءة هذا المقال لتكتشف بعض الآلات الوترية بالتفصيل، ومميزات صوتها، ودور كل منها في مختلف أنواع الموسيقى، إضافة إلى دور شركة مدل بيست في الاحتفاء بالآلات الوترية، خاصة عبر مهرجانها الموسيقي: ساوندستورم. 

العود العربي

للعود تاريخ عريق، حيث يعود أصله إلى أكثر من ألف عام، ويُلقّب بـ "ملك الآلات الموسيقية" في الموسيقى العربية، لما له من أهمية حضارية وثقافية. يتميز العود بشكله الكمثري وصندوق صوت رنان، تصدر منه ألحان دافئة، يحسّ معها المستمع بالحنين للذكريات، ما يشكّل أساساً ساحراً للكثير من المقطوعات الموسيقية. 

يحتوي العود على لوحة نقر الأصابع، ولكنه لا يحتوي على دساتين، ما يسمح للعازف بضبط اللحن بشكل دقيق، ويمكّنه من التعبير عن مختلف المشاعر عبر الأوتار. وعلى الرغم من التغيرات التي مرّ بها العود من ناحية الصوت، والحجم، والضبط، إلا أنّ ذلك لم يغير من دوره الجوهري في تشكيل الموسيقى العربية التقليدية، حيث يولّد صوت هذه الآلة الوترية الشعور بالحنين ويبني الرابطة العاطفية بينها وبين المستمع.

الكمان

العود في الشرق، والكمان في الغرب. تتكوّن هذه الآلة الوترية من أربعة أوتار، وتتميز بانحناءات رقيقة وألحان راقية، تجعل منها حجر الأساس في الموسيقى الكلاسيكية. لقد صنع الحرفيان أنطونيو ستراديفاري ونيكولو باغانيني آلات كمان قد أحدثتْ ثورة في القدرة الموسيقية لهذه الآلة الوترية بشكل لا مثيل له.

إنّ الكمان آلة وترية محببة بفعل قدرتها التعبيرية عن الأسى، والبهجة، والحنين، سواء كان العزف عليها منفرداً أم ضمن فرقة أوركسترا. ولقد تخطى الكمان بفعل قوة تعبيره الموسيقي ومرونته الموسيقى الكلاسيكية، وأصبح جزءاً ضرورياً من مختلف الأنواع الموسيقية، ومنها الجاز، والفولك، والروك.  

التشيلو

على الرغم من التشابه بين الكمان والتشيلو، إلا أنّ لكل منهما صوت عاطفي خاص به. يتميز التشيلو بحجمه الكبير، الذي يمكّنه من إنتاج الألحان الدافئة، والغنية، والمتناغمة التي ينجذب لها المستمعون. يمتدّ النطاق التعبيري للتشيلو من الرثاء الحزين إلى الألحان المبهجة، مما يجعله جزءاً أساسياً في فرق الأوركسترا الكلاسيكية وموسيقى الحُجرة.

كما تمكّنت آلة التشيلو من تخطي الحدود الفاصلة بين الأنواع الموسيقية بفضل قدرتها التعبيرية، فتجد ألحانها في المقطوعات الحديثة، والموسيقى السينمائية، وحتى في موسيقى فرق الروك، ذلك من أجل توليد المشاعر لدى المستمعين. 

الجيتار

تحتوي معظم أنواع الجيتار الدساتين، مثل الجيتار الأكوستك، على عكس الآلات الوترية المذكورة أعلاه. تجدر الإشارة إلى أنّ الدساتين قصبات معدنية أو أسلاك ذات سُمك موحّد، تعبُر أوتار الآلات الوترية بزوايا قائمة، ويكمُن دورها في تمكين العازف من إصدار نغمات متنوعة من خلال تقليل طول اهتزاز الأوتار.

الجيتار رمز للتنوع، سواءً كان صوتياً أو كهربائياً؛ إذ إنّ أوتاره الستة ذات نطاق تعبيري لانهائي. ولقد قام فنانون كبار أمثال Jimi Hendrix، و Eric Clapton، و Paco de Luca بتخطي حدود الأنواع الموسيقية باستخدام الجيتار، والانتقال بسلاسة من موسيقى البلوز، إلى موسيقى الروك أو الفلامنكو. وما يزال الجيتار حتى اليوم أكثر الآلات الموسيقية الوترية شعبية في العالم، بفضل إمكاناته اللانهائية في التكيف الموسيقي.

الفيولا أو الكمان المتوسط 

على الرغم من طغيان الكمان والتشيلو على الكمان المتوسط، والمعروف أيضاً باسم "فيولا"، إلا أنّ له سحره الخاص. الفيولا أكبر حجماً من الكمان، ويختلفان عن بعضهما في المفاتيح الموسيقية. لألحان الفيولا الدافئة والهادئة دور أساسي في مقطوعات الأوركسترا، حيث يضيف صوت هذه الآلة الوترية الغني العمق لأي مقطوعة، ما يجعل من أنغامها رواية موسيقية حيوية. ومع أنّ الفيولا لا تحصل على الصدارة، إلا أنها تلعب دوراً هاماً في النسيج السيمفوني، مما يساهم في عظمة التراكيب الكلاسيكية.

مرونة الآلات الوترية في الموسيقى الحديثة

تشهد الأنواع الموسيقية عملية إعادة تعريف مستمرة بفعل التجربة الحيوية في مجال الدمج الموسيقي. مثال على هذه التجربة، الفنانة كيان دي جي، الفنانة السعودية الرائدة في الدمج بين الكمان والموسيقى الإلكترونية في المنطقة العربية. 

إنّ أسلوبها الموسيقي المميز، والذي يدمج العوامل الشرقية والغربية، مكّنها من أداء عرض في المهرجان الموسيقي الأيقوني، ساوندستورم، في الرياض، والذي تم تقديمه من خلال شركة مدل بيست، التي تحتفي  بالتنوع الموسيقي من خلال استضافة الفنانين من كافة الجنسيات ومن مختلف الأنواع الموسيقية ليقوموا بعرض ما لديهم من فن، وصوت، وتكنولوجيا. 

قالت كيان أنها ترتجل عروض الكمان على خشبة المسرح وفقاً للمشاعر التي تستشعرها من الجمهور. "لا أحفظ قطعة مسبقاً لأعزفها على الكمان، بل ارتجل  العزف حسب ما أشعر به على المسرح، ذلك حسب طاقة الجمهور، حيث أدرسه وأتواصل معه، وهو يلهم صوتي."

يعتبر مهرجان ساوندستورم الموسيقى لغة عالمية، تحتفل بالترابط بين أنواع الآلات والأنواع الموسيقية المختلفة. ومع تطور دور الآلات الوترية في الموسيقى المعاصرة، تظلّ أوتارها وأصواتها أساساً دائماً لابتكار جمال اللحن، والانسجام، والإيقاع.


شارك