أنواع الفلوت: همس الموسيقى الساحر
بواسطة MDLBEAST
أ 22 2023
أنواع الفلوت: همس الموسيقى الساحر
بواسطة MDLBEAST
أ 22 2023
يعدّ الفلوت أو الناي النياندرتالي، نسبةً إلى إنسان نياندرتال أو الإنسان البدائي، الآلة الموسيقية الموثقة الأقدم في التاريخ، حيث يصل عمرها إلى 60.000 عام. وتؤكد المقولة التالية العائدة إلى الشعب الأميركي الأصلي قِدَم الناي قائلة: "لطالما تواجد الناي، تماماً كالوجود الأزلي لليافعين. الناي قديم قِدَم العالم." تعدّ آلات الفلوت أو الناي بصوتها الرقيق والعتيق فرشاة رسم تبدع الألحان والأنغام على لوحة التعبير الموسيقي والصوتي.
لقد اكتشفنا سابقاً تاريخ العديد من الآلات الموسيقية، أما هذا المقال، سيخوض في أنواع الفلوت، وتاريخها، مثل ناي البانسوري، وآلة الناي الخشبي، والمصفار، وما يميزها عن بعضها، وما تتصف به من الخصائص النفسية التجاوزية في الموسيقى. إضافة إلى ذلك، ستتعرف على دور آلات الفلوت في الموسيقى الحديثة اليوم.
أصل آلات الفلوت
يرجع أصل الموسيقى بحد ذاتها إلى أصوات الآلات الموسيقية الهوائية القديمة، والتي كانت تُصنع من العظام، والخشب، والخيزران. ويعود تاريخ آلات الناي إلى آلاف السنين، وتكمُن جاذبية ألحانها في قدرتها على توليد المشاعر العديدة، والتي تُلامس الرابطة العميقة والكونية بين الإنسان والموسيقى.
يمكن العثور على آلات الناي في تاريخ الحضارات القديمة المختلفة، مثل الصين القديمة، المعروفة بالناي الخيزراني الصيني أو آلة الديزي، واليونان، والشعب الأميركي الأصلي. مثال آخر على أقدم آلات الناي هو الناي الصيني "شياو"، العائد للعصر الحجري الحديث، أي قبل 7.000 عام. أما ناي البانسوري، الناي الخيزراني الهندي التقليدي، فإنه جزء من الميراث الموسيقي الخاص بشبه القارة الهندية، أي أنّ عمر هذه الآلة يعود لعصر قديم.
ناي البانسوري
تصميم هذا الناي بسيط وألحانه آسرة، ما يجعل مكانته مميزة في قلوب المستمعين والموسيقيين على حدّ سواء. يُستخدم ناي البانسوري في توليد المشاعر في الموسيقى الهندية التقليدية، ذلك عبر ألحانه الأثيرية الناتجة عن تدفق الهواء من خلال فتحات الآلة الرقيقة، فيعيش المستمع بفعلها تجربة موسيقية روحانية. تمثّل ألحان آلة البانسوري توق الروح الإنسانية إلى التناغم، ما يجعلها عنصراً أساسياً في الوسط الموسيقي الهندي.
آلة الناي الخشبي
تقدم آلات الناي الخشبية، المصنوعة بدقة وعناية، صوتاً موسيقياً ريفياً راقياً، مُحبّباً لمستمعي موسيقى الفولك. وتشمل آلات الناي هذه العديد من الأنواع، منها ناي الشعب الأميركي الأصلي، الذي يتميز بألحان ترابية، والناي الإيرلندي، المعروف بألحانه الساحرة. وتولّد هذه الآلات صوت روح الطبيعة وتوجِد رابطة موسيقية بالأرض عبر أصواتها الدافئة والرنانة، كما أصبحت مرادفاً لأصالة تقاليد الفولك وما تضمه من رواية القصص.
المصفار
يتكوّن المصفار، أحد آلات الناي، من عدد من الأنابيب أو القنوات المضبوطة، ويمثّل صوت تناغم الطبيعة. تصدر هذه الآلة سلسلة نوتات ساحرة تشبه في لحنها صوت الهواء عبر الغابة. وعلى الرغم من أصل المصفار العائد إلى اليونان القديمة، إلا أنه تمكّن من تخطي حدود الوقت والحضارة، متموضعاً في موسيقى حضارات جبال الأنديز، وأوروبا الشرقية، وغيرها. تستحضر ألحان المصفار المميزة صوراً عديدة تشمل المناظر الطبيعية والطقوس القديمة، مما يثير إحساساً بالاندماج مع العالم الطبيعي.
تاريخ آلالات الناي في التصوف
لقد تحدثنا مسبقاً عن سيكولوجية الموسيقى، ولآلات الناي دور بارز في الحديث عن آثار الموسيقى الشفائية؛ إذ يمكن تقسيم الموسيقى الشفائية إلى أربعة أصناف، والصنف الرابع منها يشتمل على الموسيقى المقدسة، وموسيقى الشعوب الأصلية، والموسيقى الشامانية القديمة، والتي تُلامس الروح وتحثّها على الشفاء.
تعود أصول هذا الصنف الموسيقي بشكل جزئي إلى التقاليد الروحية الصوفية القديمة وتقاليد السكان الأصليين، حيث كان جزءاً من الممارسات التأملية والروحية. وقد تم ربط آلة الناي في القصص القديمة، والأساطير، والتقاليد بالسحر، والصوفية، والتحول، حيث تجد الناي جزءاً من أسطورة "زمار هاملين"، وأوبرا "الناي السحري" لموزارت، و "كَرِشنة" ، أحد آلهة الديانة الهندوسية الكبار، إضافة إلى أوصاف العديد من الفلاسفة مثل أفلاطون، وأرسطو، وإسخيلوس.
آلات الناي في الموسيقى الحديثة
ما يزال سحر آلات الناي بارزاً في الموسيقى الحديثة اليوم؛ إذ يشملها الفنانون المعاصرون في مقطوعاتهم، ليحققوا دمجاً موسيقياً خلاباً وصوتاً مبتكراً. وتعدّ فنانة البوب Lizzo الفنانة الأكثر شهرة حالياً لقدراتها في العزف على آلة الناي، حيث أدخلت هذه الآلة التقليدية على حفلاتها الموسيقية، ما أدمجها بالموسيقى الدارجة اليوم. ويمكن إدخال الناي على مختلف الأنواع الموسيقية، مثل الموسيقى الكلاسيكية، والجاز، والهيب هوب، بفضل قدرته الموسيقية على التكيف.
كما أنّ المهرجان الموسيقي ساوندستورم المقدم من شركة مدل بيست يعد شهادة على طبيعة الموسيقى الحديثة المبتكرة والآخذة في دفع حدود الأنواع الموسيقية. يروّج هذا المهرجان لتطور التصنيف التقليدي للأنواع الموسيقية، ويحتفي بلغة الموسيقى العالمية، ذلك من خلال جمع الفنانين عبر مختلف الأنواع والبلدان، ليقوموا بدمج الموسيقى بأشكالها، وتقديمها في مزيج رائع من الفن والتكنولوجيا، ما يمكّن المهرجان من استعراض الوسط الموسيقي مستمر التطور.
شارك