آلات النفخ النحاسية: صوت الموسيقى المدوي
بواسطة MDLBEAST
أ 19 2023
آلات النفخ النحاسية: صوت الموسيقى المدوي
بواسطة MDLBEAST
أ 19 2023
الآلات النفخية النحاسية، بصوتها الرنان الهائل وأسطحها اللامعة، جزءٌ لا يتجزأ من الاحتفالات والمراسم المختلفة، لما تقدمه من أصوات رائعة، تحمل في طياتها مشاعر تتراوح ما بين الانتصار والحزن. لهذه الآلات مكانة مميزة في عالم الآلات الموسيقية، حيث تضيف بأنواعها العديدة بُعداً فريداً إلى عالم الأصوات.
تندمج الآلات النفخية النحاسية بسلاسة مع مختلف الأنواع الموسيقية؛ إذ تجدها تتناغم في موسيقى الجاز، وتتألق في الموسيقى المعاصرة بفضل صوتها الجريء الذي يُبرز جمالية الدمج الموسيقي. إضافة إلى ذلك، لهذه الآلات دور تاريخي هام، حيث كانت تستخدم لاستدعاء القوات للقتال، والعزف للملوك والملكات، وملىء الكاتدرائيات بالموسيقى.
لقد أثبتت هذه الآلات النفخية قدرتها على التأقلم الموسيقي من خلال صمودها لسنوات طوال. وبما أننا استكشفنا عدة أنواع من الطبول والمزامير مسبقاً، سيكتشف هذا المقال الآلات النفخية النحاسية التي تشمل البوق، وآلة البوجل، والبوق الفرنسي، وبوق الفلامبيت.
البوق
يتميز البوق عن غيره من الآلات النفخية النحاسية بجرسه وصماماته الثلاثة، ويعود أصله إلى قرون ماضية، حيث كان جزءاً جوهرياً في العديد من التقاليد الموسيقية. يجذب البوق الانتباه ويولّد المشاعر المختلفة بفضل صوته العالي والثاقب، ما يفسر استخداماته المتنوعة؛ إذ كان يُستخدم في الاستعراضات الموسيقية العسكرية، وكان أساسياً في موسيقى كبار الجاز مثل الفنانين Louis Armstrong و Miles Davis. كما يتم استخدام البوق في الموسيقى الكلاسيكية والبلوز، عدا عن موسيقى البوب المعاصرة، ما يجعله عنصراً بارزاً في الوسط الموسيقي.
آلة البوجل
كان لآلة البوجل دور فعّال في الموسيقى على مر التاريخ على الرغم من بساطتها، وتم توظيفها في المجال العسكري لإطلاق الأوامر ونقل الإشارات، ذلك بفضل نوتات البوجل وألحانه التي يسهُل تمييزها. إنّ نوتات هذه الآلة محدودة، ما يجعل ألحانها بسيطة لكن أيقونية في الوقت ذاته. هذه الآلة النفخية النحاسية رمز للفخر والواجب بفعل مكانتها التاريخية ورصانتها، ولذلك تُستخدم في موسيقى "النقرات"، التي تُعزف في الجنازات العسكرية.
البوق الفرنسي
يزيد البوق الفرنسي، ذو الشكل الملتفّ والألحان الدافئة والناعمة، من رقي وعمق المقطوعات الموسيقية الكلاسيكية والأوركسترالية؛ إذ إنّ البوق الفرنسي ذو دور محوري في سيمفونيات الأوركسترا، خاصة لمرونته وقدرته على التناغم مع الآلات النفخية النحاسية الأخرى وآلات النفخ الخشبية، عدا عن أنابيبه المتشابكة ومجموعة صماماته.
لقد استغل العديد من الموسيقيين، مثل بيتهوفن وموزارت، قدرة البوق الفرنسي الواسعة في التعبير العاطفي لتأليف مقطوعات عاطفية خالدة.
بوق الفلامبيت
بوق الفلامبيت من الآلات النفخية النحاسية المميزة، لكونها آلة موسيقية هجينة؛ إذ إنها تجمع بين ألحان آلة الفلوجلهورن الرقيقة ومرونة البوق الموسيقية ومدى تعبيره. لقد تم صنع هذه الآلة الفريدة في عام 1989 من قبل الحرفي الأميركي، David Monette، حيث صنعها للموسيقي Art Farmer، عازف بوق الجاز والفلوجلهورن الشهير.
وعلى الرغم من شهرتها المحدودة مقارنة بنظيراتها من الآلات النفخية، إلا أنّ بوق الفلامبيت يجسّد الروح المبتكرة لصانعي الآلات النفخية النحاسية والموسيقيين الذين يسعون إلى دفع حدود الصوت وآفاقه.
الآلات النفخية النحاسية في الموسيقى الحديثة
يقوم الفنانون المعاصرون بإعادة تعريف الحدود الموسيقية من خلال دمج الآلات النفخية النحاسية في أعمالهم، والتي تشكّل مساحات موسيقية آسرة، تشوّش الحدود الفاصلة بين الأنواع الموسيقية المختلفة. ومن هؤلاء الفنانين كل من:
إبراهيم معلوف: يضيف نغمات البوق الجريئة من خلال مزجه للتأثيرات الشرق أوسطية بسلاسة مع موسيقى الجاز، فينتج عن ذلك تراكيب موسيقية معقدة وجميلة.
فرقة The Hypnotic Brass: بارعة في إدخال الآلات النفخية على الهيب هوب والفانك، ما يمنح موسيقى الفرقة حيوية مُعدية، خاصة أثناء حفلاتهم.
بيروت: فرقة روك تضم الآلات النفخية، خاصة البوق، في موسيقاها، لخلق صوت موسيقي أوركسترالي مميز، ومزجه بالروك البديل، تخطياً للحدود التقليدية للأنواع الموسيقية.
المغني Trombone Shorty: عازف على آلة الترومبون، عالمي الشهرة، يقوم بدمج الفانك، والجاز، والروك بشكل ساحر ليبرز مرونة الآلات النفخية.
يقوم هؤلاء الفنانون بتكريم أصالة الآلات النفخية، كما يستعرضون قدرتها على التأقلم ومرونتها الموسيقية، ما يجعلها قادرة على المشاركة الفاعلة في الموسيقى الحديثة والمزج الموسيقي.
تماماً كما هؤلاء الفنانين، يقوم المهرجان الموسيقي ساوندستورم، الذي تقدمه شركة مدل بيست، بدفع آفاق وحدود الأنواع الموسيقية، احتفالاً بالموسيقى باعتبارها لغة عالمية. يضم هذا المهرجان الفنانين من أنحاء البلاد العربية والعالم، ومن مختلف الأنواع الموسيقية، ليعرضوا ما لديهم من موسيقى، وتكنولوجيا، وفن.
سواء في سيمفونية أوركسترالية، أو فرقة جاز، أو حتى في مهرجان موسيقى إلكترونية، لا تزال الآلات النفخية النحاسية تواصل خيوطها الفريدة في عالم الموسيقى، وتثري تجربتنا السمعية، وتتجاوز حدود النوع الموسيقي والزمان.
شارك