تتميز أنواع الموسيقى العربية الكثيرة بأصوات الآلات الموسيقية التقليدية الساحرة التي اشتهرت في المنطقة، والتي تعزز تراثها الثقافي الغني وألحانها المميزة. إن عالم الآلات الموسيقية العربية لديه تاريخ ثري، وفي هذا المقال، نتعمق في ثنايا هذا التاريخ.

تمثل الآلات الموسيقية العربية التراث الثقافي الغني للمنطقة وتؤثر في ألحان وأنغام الموسيقى. وعبر العقود، حملت هذه الآلات أساطير وعادات الجاليات العربية، وما زالت أهميتها في الموسيقى العربية المعاصرة قائمة حتى اليوم، كما يحافظ الموسيقيون العرب المعاصرون على تقاليد عرض هذا التراث، مثل الموسيقيين المشاركين في مؤتمر إكس بي لمستقبل الموسيقى؛ وهو أبرز مؤتمر موسيقي في المنطقة يقدم حوارات إبداعية وورش عمل والعديد من الاكتشافات الموسيقية

.

ومن الأصوات الروحية انتقالاً إلى الكمان العربي، وحتى الألحان الرنانة للعود، وألحان الناي العربي الحزينة، نستعرض هنا تراثنا العربي المميز لهذه الآلات الموسيقية.

الكمان

عندما يتعلق الأمر بالموسيقى العربية، فإن الكمنجة أو الكمان هو الأكثر شهرة في الموسيقى العربية. يقدم الكمان العربي صوتًا جذابًا ويُضفي الحياة على أي  عرض يشارك فيه بفضل تصميمه المستدير والغشاء الخاص، يُنتج الكمان العربي صوتاً دافئاً وفريداً. 

الكمنجة أحد أشهر آلات الموسيقى العربية، وهي نوع من الكمان، وتاريخها يعود إلى العصور القديمة في إيران . وا كانوا في البداية يصنعون الكمان من الخشب أو جوز الهند أو القرع و يغطونها بجلد الحيوان. بعد ذلك، قام الموسيقيين المحليين في الشام والجزيرة العربية بتعديل الكمنجة من خلال اقتباس عناصر من الكمان (حيث تم اختصارها لـ 4-5 أوتار، وقوس مصقول)، ودمجها مع عناصر من الكمان الكلاسيكي الغربي ليخلقوا الكمان العربي.

تحدّث سامي الشوا عنق الكمان وجسره؛ ليعزز صوته وقابليته للعزف. فيتيح صوت الكمان العربي الدافئ لعازفيه؛ التعبير عن الفرح والحزن. كما أن ميزاته اللحنية والتعبيرية تجعله مثالياً لتسجيل المقامات العربية والزخارف اللحنية (Ornamentations).

تأثر الكمان العربي بالتبادل الثقافي والنمو الموسيقي، بدءاً من أصوله في بلاد فارس إلى التحسينات والتطويرات التي أجراها عليه العالم العربي، ليصبح جزءاً حيوياً من التقاليد الموسيقية العربية، ممثلاً جوهر و روح التراث الموسيقي الأصيل في المنطقة.

العود

منذ وقت طويل، يعزف البشر على آلة العود العربية، وهي آلة وترية. يعد العود عنصرًا أساسيًا آخر في الموسيقى العربية، حيث تشكل الأصوات العميقة والهادئة صوت العود المميز والحزين، والذي يتيح عنقه الخالي من الدساتين (العتب) وشكل هيكله المشابه للكمثرى، ويستخدم في تأليف الموسيقى المعقدة وقطع الموسيقى الضخمة. بالإضافة إلى ذلك، تمنح  أصول العود القديمة له مكانة مهمة في التراث الموسيقي العربي.

الناي

من بين جميع الآلات الموسيقية العربية، هناك آلة قصبية لها مكانة خاصة في قلوب الفنانين والمستمعين وهي الناي العربي. الناي، مصنوعٌ من الخيزران أو القصب، ويخلق أصواتًا غامضة تشعر مستمعها بالشوق والحنين؛ تؤججها الأصوات المميزة التي ينتجها الناي من خلال نفخ الهواء فيه وإغلاق الثقوب بالأصابع لإنتاج ألحان مختلفة. الناي يعطي الأغاني أجواءً مميزة، وغالبًا ما يرتبط بالموسيقى العربية التقليدية، ويستخدم كثيرًا من قبل الفنانين العرب المعاصرين اليوم.

القانون والدربوكة والربابة

عالم الآلات الموسيقية العربية يقدم مجموعة واسعة من الخيارات الموسيقية المدهشة، ربما تكون أقل شهرة من الآلات التي ذكرناها سابقاً؛ فعلى سبيل المثال، القانون آلة مشابهة للزيثر تعزف بالنقر، وتضيف الكثير من التناغم للموسيقى العربية. ويتم استخدام ريشة لعزف أوتارها، مما ينتج صوتاً غنياً وصدى قوياً.

الطبل الكأسي، الذي يُطلق عليه عادة اسم الدربوكة، هو آلة نقر معروفة في الموسيقى العربية، وهي عنصر رئيسي في قسم الإيقاع العربي؛ بسبب شكلها الغريب الذي يشبه الكأس، ونطاق النغمات الواسع الذي تعطيه. وينطلق منها العديد من الأنماط الإيقاعية للتراكيب الموسيقية العربية؛ مثل تلك التي ظهرت على واحدة من أكبر المهرجانات في المنطقة؛ ساوندستورم ، وبثت بإيقاعها الطاقة في الجماهير.

وآخر الآلات الموسيقية العربية البارزة هي الربابة؛ وهي آلة كلاسيكية مشدودة، وتعطي للعروض نكهة تقليدية بسبب صوتها الغريب ومظهرها الريفي الساحر. وغالباً ما يعزفها الناس في المناسبات التقليدية والريفية، معطية بذلك طابعاً تقليدياً مميزاً. 

-

ارتفعت شعبية الآلات الموسيقية العربية ارتفاعاً كبيراً مؤخراً، سواء في العالم العربي أو على مستوى العالم بأكمله؛ فالعازفون المعاصرون وهواة الموسيقى؛ كالفنانين المتعاقدين مع شركة مدل بيست الرائدة في المنطقة للفنانين الصاعدين، يكتشفون من جديد جمال هذه الآلات وصفاتها المميزة، ويدمجونها في التراكيب الموسيقية الحديثة، و يغامرون في تجربة المجالات الموسيقية غير المكتشفة. وشهدت الموسيقى العربية تغييرات مدهشة ومبتكرة بسبب هذا الدمج بين الأصوات التقليدية والمعاصرة.

البحث في عالم الآلات الموسيقية العربية يفتح أمامك عالماً مليئاً بالألحان ومتعة اكتشاف نغمات الأصوات ، بغض النظر عما إذا كنت موسيقيًا، أو عاشقًا للموسيقى، أو كنت فضوليًا حول الثقافات الأخرى ببساطة، إذ تقدم مجموعة متنوعة من الآلات، بما في ذلك الكمان العربي، والعود، واللوت، والقانون، والدربوكة، والربابة؛ نسيجاً غنياً من الأصوات التي تحتضن جوهر الموسيقى العربية التقليدية.