ساحرة تستلهم عالمها الموسيقي من تفاصيل الحياة اليومية

في مشهدٍ موسيقيّ يتّسع للمزج والتجريب، لم تعد الأنماط الصوتية قيودًا، بل أطرًا مرنة يعيد الفنانون تشكيلها. وفي العالم العربي، يزدهر هذا الاتجاه، حيث تعكس الأصوات الجديدة تفاعلاً حيًّا بين التأثيرات العالمية والهوية الموسيقية المحلية. وضمن هذا الحراك، تبرز الفنانة القطرية ساحرة بأسلوبها الخاص، إذ تمزج بين الإندي-بوب والموسيقى البديلة والآر-أند-بي، وتغني بالعربية والإنجليزية.

من أغانيها الحيوية الأولى مثل "Khaleeji" و"Bedouin Baddie"، إلى مراحل أكثر هدوءًا وتأمّلًا، تكشف ساحرة عن هويتها الفنية دون أن تُقيد نفسها بجنرا واحدة. تستلهم إلهامها من مطربات اللون الخليجي مثل وعد وبلقيس، مشيرة إلى أنها تنجذب لروح الأنوثة والرقة والقوة في أغانيهن. وتضيف: "ذائقتي الموسيقية تطوّرت كثيرًا من سماعي لموسيقى أصدقائي وأفراد عائلتي في السيارة أو في البيت… الأغاني الخليجية المحيطة بي أثّرت فيّ بشكلٍ كبير". 

بين الرقّة والتمرّد: ساحرة وصوتها المزدوج

رغم حضورها القوي كصوت خليجي جريئ، تحمل بعض أغانيها طابع تأملي يعكس مشاعرها وتجاربها الشخصية. على سبيل المثال، كانت أغنيتها الأولى على يوتيوب "Daydream" من وحي أفكار كتبتها على شاطئ ماليبو وسجلتها في اليوم التالي. تقول عنها: "لها مكانة خاصة في قلبي… كتبتها عن شخص أحببته ثم فقدته". 

منحت الأغنية طابعًا شخصيًا أكثر، حيث اختارت تصوير الفيديو في مكان سري بتوبانغا في كاليفورنيا، والذي وصفته بـ" فيه أرجوحة أسفل الشجرة وأمام النهر، وكانت تحيطني أوراق الشجر .. شعرت وكأنني أعيش حلمًا". 

أما الجانب الصاخب من شخصية ساحرة فيظهر في أغاني مثل "Khaleeji"، التي انتشرت كثيرًا على تيك توك. هي أغنية جريئة تحتفي بالهوية الخليجية بأسلوب عصري، كما تجمع بين العربية والإنجليزية في كلماتها.

أسلوب الإنتاج الذاتي: بصمة بصرية تواكب تغيّرات الحياة 

فيما يخص إنتاج الفيديوهات الموسيقية، تفضل ساحرة أن تكون صاحبة القرار بالكامل، فهي تُخرج وتُنتج جميع فيديوهاتها بنفسها باستخدام هاتفها المحمول وتطبيقات مثل CapCut. على سبيل المثال، تم تصوير فيديو أغنيتها "Bedouin Baddie" مع إحدى صديقاتها خلال فترة الصيف بالدوحة.

اختارت ساحرة أسلوب الإنتاج الذاتي ليس فقط لتقليل التكاليف أو لأنها فنانة مستقلة، بل لأنه جزء من إبداعها. ترى في العفوية عنصرًا مهمًا في سردها البصري، وتقول: "نظرتي للحياة تتغير باستمرار، خصوصًا بعد انتقالي إلى قطر هذا العام. شعرت أن مفهوم التعبير عن الذات تغيّر… قد يكون الأمر مربكًا أحيانًا، لكنني أعتبر هذه الرحلة ممتعة بكلّ ما فيها”.

مشاركة ساحرة في فعالية إكس تشينج بالدوحة 

في الأول من مايو 2025، نظمت شركة مدل بيست بالتعاون مع إكس بي لمستقبل الموسيقى وONE DAY AT A TIME فعالية "إكس تشينج" في الدوحة، جمعت فيها الموسيقيين في قطر للحوار والتواصل وبناء مشهد موسيقي نشط.

افتُتح الحدث بجلسة نقاشية بعنوان "رسم ملامح المشهد الموسيقي في الدوحة"، أدارها المُنتج والرابح القطري سعد  السويدي، وشاركت فيها ساحرة مع عدد من الفنانين البارزين والصاعدين في المنطقة. وقد وصفت هذه التجربة، قائلة: "تعرفت على فنانين موهوبين جدًا… وكانت لحظة خاصة بالنسبة لي، لأنها كانت المرة الأولى التي أقدّم فيها عرضًا حي بقطر". 

ما القادم في مسيرة ساحرة الموسيقية؟ 

تستعدّ الفنانة حاليًا لإطلاق ألبومها الثاني "Angel"، تابعًا لألبومها الأول "Sahera" الذي يحتوي على 12 أغنية. انطلق ألبوم "Angel"، كمشروع مصغّر ثم تطوّر إلى عمل موسيقي أوسع، ومن المتوقع صدوره في الخريف المقبل.

تصف ساحرة هذا الألبوم بأنه ثمرة فترة غنية بالكتابة والتدفّق الإبداعي، ويجمع بين الانعكاس الداخلي والخيال الأنثوي، وتقول: "هو واقعي وتأمّلي وفيه شيء من الحُلم… يحتفي بعدم اليقين وبالرقّة،وباللحظة التي لا تعلم فيها إلى أين تسير الحياة لكنك تُقرّر أن تتابعها كما هي". كما تضيف "أهديه للفتيات اللواتي يضعن الزهور في شعورهن ويرقصن بمفردهن منتصف الليل".