استضاف مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) في الظهران حفل !Game ON، وذلك كجزء من الاحتفالات الموسيقية العديدة التي شهدناها بمناسبة عيد الفطر لعام 2025. قدّم الحفل لوحة أوركسترالية فريدة على خشبة مسرحه، ضمن فعاليات امتدت من 3 إلى 5 أبريل / نيسان.

قاد الحفل المايسترو آندي بريك، بمشاركة أكثر من 100 عازف وموسيقي من الأوركسترا السيمفونية الوطنية الأرمنية وجوقة يريفان الحكومية للغناء. قدّموا للجمهور توليفة موسيقية استعرضت تطور موسيقى ألعاب الفيديو، بدءًا من صيغة 8 بت في بداياتها وصولاً إلى المؤلفات الموسيقية الحديثة. تضمن العرض ألحاناً مستوحاة من ألعاب مثل Assassin’s Creed وLeague of Legends وOverwatch وغيرها.  

على الرغم من أن قائمة الأغاني بدت مألوفة، إلّا أن التوزيع الموسيقي الذي اختاره آندي نقل الجمهور في رحلة مليئة بالحنين، مرورًا بلحظات تدعوهم للتفكير في تغيّرات موسيقى ألعاب الفيديو عبر الزمن. ما بدأ كأمر تقني فرضته قيود البرمجة، وتطوّر ليصبح نوعًا فنيًا بحد ذاته، حاملاً معانٍ عاطفية لا تقل تأثيرًا عن الموسيقى الأوركسترالية.

رافقت هذه المقطوعات الموسيقية صور بصرية عالية الجودة، تضمنت مشاهد من الألعاب وأعمالًا فنية مقتبسة منها، مما أضفى على العرض بُعدًا بصريًا جديدًا، لتعكس هذه التجربة العلاقة التكاملية بين الصوت والصورة في عالم ألعاب الفيديو الحديثة. 

آندي بريك ورؤيته للعروض العالمية

بفضل مسيرته الطويلة في موسيقى الأفلام وألعاب الفيديو، حوّل آندي شغفه في هذا المجال إلى سلسلة عروض عالمية. يُعتبر آندي معروفًا بأعماله في The Little Mermaid II و Overwatch، ويملك خبرة فريدة تجمع بين الموسيقى الكلاسيكية والأنماط المعاصرة.

منذ انطلاق حفل Game ON! عام 2003 بعرض تاريخي بالتعاون مع الأوركسترا السيمفونية الوطنية التشيكية، لعب المايسترو دورًا محوريًا في صياغة رؤيتها، لتتحول لاحقًا إلى احتفالية عالمية تجوب المسارح المهمة مثل مركز كينيدي في واشنطن. وصف بريك هذه التجربة قائلاً: "كان إنشاء عرض Game ON! أمرًا معقدًا بعض الشيء. إذ حرصت على أن يجسّد العرض التنوّع الواسع للموسيقى من أعظم ألعاب الفيديو في التاريخ، بحيث يلقى صدى عميقًا لدى الجمهور، وفي الوقت نفسه يمنح الأوركسترا مادة موسيقية يمكنهم التعاون معها بعمق وتقديمها بكل شغف". 

موسيقى الألعاب في طابع كلاسيكي

جمع الحفل بين اثنين من أبرز الفرق الموسيقية، الأولى هي الأوركسترا الفيلهارمونية الوطنية الأرمينية بقيادة سيرجي سمباتيان، والمعروفة بأسلوبها الديناميكي في تقديم الكلاسيكيات والأعمال الحديثة. كما تتميز هذه الأوركسترا بقدرتها على التعامل مع التراكيب المعقّدة والمتنوّعة لموسيقى الألعاب، والتي تتطلّب نوعًا خاصًا من الانضباط الأوركسترالي. 

وانضم إليهم أيضًا كورال غرفة يريفان بقيادة كريستينا فوسكانيان، والذي يُعدّ من أرقى الفرق الصوتية في أرمينيا. وقد أضفى أداء الكورال بُعدًا عاطفيًا إضافيًا على الموسيقى، من دون أن يطغى على الآلات، بل أكملها بانسجام بديع.

وانضم إليهم كورال غرفة يريفان بقيادة كريستينا فوسكانيان، الذي يُعدّ من أرقى الفرق الصوتية في أرمينيا. أضاف أداء الكورال بُعدًا عاطفيًا إضافيًا على الموسيقى، من دون أن يطغى على الآلات، بل أكملها بانسجام بديع.

لم يكن الحفل مجرّد استعراض لمجموعة من موسيقى الألعاب، بل تجربة نادرة أعادت تقديمها ضمن إطار كلاسيكي راقٍ. أعاد Game ON! تعريف موسيقى الألعاب، ليس كخلفية صوتية فحسب بل كأعمال فنية قادرة على الوقوف جنبًا إلى جنب مع المؤلفات السيمفونية الكبرى.

الفرق الموسيقية المُشاركة بالعرض 

شاركت في هذه الفعالية فرقتان موسيقيتان، إحداهما الأوركسترا السيمفونية الوطنية الأرمنية بقيادة المدير الفني والقائد الرئيسي سيرجي سمباتيان، الذي أسّسها عام 2006. على مدار العام، تقدّم هذه الفرقة أكثر من 50 حفلًا موسيقيًا، وتتميّز بتنوّعها الكبير في السيمفونيات التي تعزفها، بدءًا من الباليه والأوبرا وصولاً إلى مقاطع الجاز الكلاسيكية. 

أما بالنسبة لجوقة يريفان الحكومية للغناء، فهي بإدارة المديرة الفنية والقائدة الرئيسية كريستينا فوسكانيان، وقد تأسست في عام 1996 على يد المايسترو هاروتيون توبيكات. تعد الفرقة من أبرز الفرق الموسيقية في أرمينيا، وقد قدّمت العديد من الحفلات بمختلف أنحاء العالم، وحازت على إعجاب كبير بعروضها بفضل تميّزها وتنوّع برنامجها الموسيقي. 

لم يكن هذا الحفل مجرّد استعراض لأشهر مقطوعات ألعاب الفيديو، بل تجربة نادرة ضمن إطار كلاسيكي مميز، فقد أعاد عرض !Game ON تعريف موسيقى ألعاب الفيديو كأعمال فنية بمستوى الموسيقى الكلاسيكية، وليست فقط موسيقى خلفية.