

سيدني تستضيف المحطة السابعة من جولة روائع الأوركسترا السعودية
بواسطة Sara Wael
م 15 2025
سيدني تستضيف المحطة السابعة من جولة روائع الأوركسترا السعودية
بواسطة Sara Wael
م 15 2025
في أمسية موسيقية لا تُنسى، احتضن مسرح دار أوبرا سيدني كلًا من فرقة الأوركسترا والكورال الوطني السعودي وأوركسترا الميتروبوليتان الأسترالية، وذلك لعرض أوركسترالي يُعتبر المحطة السابعة ضمن جولة روائع الأوركسترا السعودية بتاريخ 12 مايو.
العرض الذي وصل العاصمة الأسترالية برعاية صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة ورئيس مجلس إدارة هيئة الموسيقى، تضمن كذلك مشاركة هيئة المسارح والفنون الأدائية، والتي أثرت بدورها هذه التجربة وأضافت طابعًا احتفاليًا، لتخلق أداءًا جماليًا متكاملًا.
انطلقت الفعالية بكلمة ترحيبية من الرئيس التنفيذي لهيئة الموسيقى، باول باسيفيكو، وذكر فيها: "على امتداد محطات جولتنا العالمية، جمعنا الإبداع المحلي من كل مكان، لنكوّن جسرًا موسيقيًا يعكس عمق التبادل الثقافي والموسيقي".
افتتحت بعدها الأوركسترا والكورال الوطني السعودي العرض بموسيقى أغنية "من عذابي" للفنان عبادي الجوهر وكلمات الأمير خالد الفيصل. تبع ذلك أداء حي لأغنية محمد عبده "أعلى الجمال"، قبل أن يتحوّل الأداء للوحة بصرية آسرة بفضل تقديم عدة فرق محلية للفنون الأدائية الفلكلورية من مختلف مناطق المملكة، كالسامري التي منحت أغنية "الهوى لو تمنى" لفوزي محسون طابعًا نابضًا بالحياة، ومجرور الطائف الذي أضفى لأغنية "علّ ما باس" لمحمد عبده بُعدًا جماليًا يربط الموسيقى بالإرث الشعبي.
وفي ختام الفرقة الأولى التي شملت 7 أغان، قدّمت الفرقة السعودية أغنية "Dance Monkey" للمغنية الأسترالية تونز أند آي (توني واتسون) على طريقتها الخاصة، بصوت وألحان سعودية!
تناغمٌ شرقي-غربي يشعل المسرح
في الفقرة الثانية، تألقت أوركسترا الميتروبوليتان الأسترالية تحت قيادة المايسترو سارة غريس ويليامز، بمشاركة الموسيقار السعودي ممدوح سيف، في عرض مزج بين تقاليد الشرق وحداثة الغرب على خشبة واحدة.
تنقلت الأوركسترا بين أعمال عالمية، منها المقطوعة الحالمة "Where the Mountain" للمؤلف والعازف المنفرد نيكولاس روسيينلو على آلة الساكسفون، بينما قدّم العازف الأسترالي الشهير ويليام بارتون عرضًا لافتًا بعنوان "Didge Fusion" عزف خلاله على آلة الـ"ديدجيريدو" التقليدية التي تُجسّد ثقافة السكان الأصليين في أستراليا.
واختُتمت الفقرة بعرض مؤثر للموسيقار السعودي ممدوح سيف، حيث عزف مقطوعة نداء الروح على آلة الأوكورينا، بتوزيع موسيقي لمحمد عشي، مقدّمًا لحظة تأملية حملت روح الشرق بنفَس عالمي.
الأغنية السعودية تتألق في دار أوبرا سيدني
في الفقرة الثالثة والأخيرة، تسّلم المايسترو المصري-السعودي هاني فرحات منصة القيادة ليقود الأوركسترا السعودية والميتروبوليتان في عرض مفعم بالهوية. انطلقت الفقرة بموسيقى افتتاحية روائع الأوركسترا من تأليف رامي باصحيح، قبل أن تنطلق وصلة موسيقية جمعت ميدلي من أجمل الأغاني السعودية الخالدة، من بينها "كل ما نسنس" لمحمد عبده و"يا ابن الأوادم" لعبدالمجيد عبدالله، في تناغم عزّز الشعور بالانتماء والفخر.
واختتم العرض بأداء مهيب للأغنية الوطنية "الله أحد" بصوت محمد عبده، وكلمات الشاعر الراحل الأمير بدر بن عبدالمحسن، كتحيّة موسيقية خالدة لروح السعودية.
لم يكن هذا الحفل مجرد عرض موسيقي، بل كان تجسيدًا حيًا لقدرة الموسيقى على توحيد الثقافات، ورسم مسارات جديدة للابتكار الفني. فمن قلب دار أوبرا سيدني، اندمجت الموسيقى السعودية بتناغم مع أصوات العالم، لتؤكد أن الإبداع لا يعرف حدودًا، وأن الأصالة قادرة على أن تلامس الجميع حين تُقدَّم بلغة عالمية.
شارك