

كيف يُشكّل أخذ العينات الموسيقية من الماضي أنجح الأغاني اليوم
بواسطة MDLBEAST
أ 06 2025
كيف يُشكّل أخذ العينات الموسيقية من الماضي أنجح الأغاني اليوم
بواسطة MDLBEAST
أ 06 2025
لطالما وُجد الابتكار والإبداع الموسيقي. ويعتمد العديد من الموسيقيين المعاصرين على أجيال سابقة. وأحد أكثر الطرق فعالية لسد الفجوة بين الأجيال هو أخذ العينات الموسيقية، أي استخدام موسيقى مسجلة سابقًا في أعمال اليوم. لكن أخذ العينات ليس مجرد عملية صوتية، بل هو رابط بين الأجيال، وإقرار بأغنية قديمة من جيل جديد، وطريقة جديدة لإعادة تقديم أصوات منسية إلى جمهور اليوم. لقد أصبح أخذ العينات جزءًا لا يتجزأ من الهيب هوب والموسيقى الإلكترونية وحتى البوب، لتحويل القديم إلى جديد.
تطور أخذ العينات الموسيقية
البدايات الأولى: ولادة تقنية أخذ العينات
بدأ أخذ العينات الموسيقية في أواخر القرن العشرين. فعلى سبيل المثال، في السبعينات، بدأ منسقي الموسيقى في الهيب هوب بمدينة نيويورك باستخدام مشغل الأسطوانات، ومع توافر تقنيات التسجيل بشكل أوسع، لإنشاء حلقات من فواصل الطبول لأغاني الفانك والسول الشهيرة. وقد أصبحت هذه التقنية الأساس الذي بُنيت عليه استخدامات أخذ العينات المستقبلية.
بحلول الثمانينات، مكّنت أجهزة السامبلر الرقمية مثل E-mu SP-1200 وAkai MPC المنتجين من أخذ أجزاء صغيرة من التسجيلات وتشكيلها في تراكيب موسيقية جديدة بالكامل. وقد أحدث ذلك ثورة في إنتاج الموسيقى، حيث أتاح للفنانين إنشاء إيقاعات جديدة من أصوات قديمة.
أخذ العينات في التسعينات والألفينات
في التسعينات، أتقن منتجو الهيب هوب مثل J Dilla وDJ Premier وThe Bomb Squad فن أخذ العينات، عبر دمج مقاطع صوتية متعددة لصنع لوحات صوتية معقدة. وفي الوقت ذاته، استخدم فنانو الموسيقى الإلكترونية مثل The Prodigy وDaft Punk العينات لصنع أناشيد رقص عالية الطاقة، ودمج عناصر من الديسكو والفانك والروك في إنتاجاتهم.
وبحلول الألفينات، استمرت التكنولوجيا بالتقدم. ومع ظهور محطات العمل الصوتية الرقمية (DAWs)، أصبح أخذ العينات أسهل وأرخص من أي وقت مضى. فبعد أن كانت الأجهزة باهظة الثمن ضرورية، أصبح بإمكان المنتجين عبر برامج مثل Ableton Live أو FL Studio الوصول الرقمي المباشر لتقنيات أخذ العينات، مما فتح الباب لعصر جديد من التجريب الموسيقي.
كيف يُؤثر أخذ العينات في الموسيقى المعاصرة
إحياء الأغاني الكلاسيكية لجمهور جديد
يعيد الفنانون المعاصرون بشكل متكرر صياغة الأغاني الكلاسيكية، ويُعرّفون بها الأجيال الأصغر. مثال بارز هو أغنية بيونسيه "Break My Soul" (2022)، التي استخدمت عينة من أغنية "Show Me Love" لروبن إس من عام 1993 – وهي إحدى كلاسيكيات موسيقى الهاوس التي عادت للواجهة من جديد. وبالمثل، دمج دريك و21 سافاج عناصر من أغنية "Who Run It" لفرقة Three 6 Mafia في أغنيتهما "Rich Flex" (2022)، مما أعاد التأكيد على الروابط العميقة للنوع الموسيقي بجذوره السابقة.
دمج الأنماط الموسيقية من خلال أخذ العينات
أخذ العينات ليس نمطًا بحد ذاته، إذ يستخدمه فنانون من مختلف الأنماط. فإنتاج كانييه ويست يعتمد بدرجة كبيرة على أخذ عينات من موسيقى السول والإنجيل، بينما يستوحي ذا ويكند طابع البوب الإلكتروني في الثمانينات في العديد من أغانيه. ومؤخرًا، يقوم Fred again.. بأخذ عينات من كل شيء، من أصوات الحياة اليومية إلى مقاطع الفيديو الفيروسية وحتى أصوات أشخاص عابرين، ويحولها إلى أناشيد رقص مؤثرة.
الأثر الثقافي والعاطفي
أخذ العينات ليس فقط عنصرًا عمليًا، بل يحمل بُعدًا ثقافيًا عميقًا. فهو يحفظ جانبًا من التاريخ، ويمنح الأغاني المنسية فرصة جديدة للظهور، كما يخلق لحظات حنين قوية لدى المستمعين عند سماع شيء مألوف. ويزداد هذا التأثير عندما تتضمن العينات أصواتًا إقليمية تعبّر عن ثقافة محددة، فتصبح الأغنية بمثابة حكاية صغيرة.
تحديات أخذ العينات
حقوق النشر والتعقيدات القانونية
رغم قيمته الفنية، فإن أخذ العينات يواجه تحديات قانونية كبيرة. فالحصول على التصاريح اللازمة من أصحاب الحقوق الأصليين قد يكون مكلفًا ويستغرق وقتًا. وقد واجه بعض الفنانين، مثل Juice WRLD في أغنيته "Lucid Dreams" (2018)، دعاوى قضائية بسبب استخدام عينات غير مصرّح بها. ولهذا ظهرت أساليب بديلة، كإعادة تسجيل العينات أو تعديلها لتجنّب النزاعات القانونية.
تحقيق التوازن بين الأصالة والتأثير
يشير بعض النقاد إلى أن أخذ العينات شكل من أشكال الكسل الإبداعي. ومع ذلك، فإن أكثر المبدعين شهرة يستخدمون العينات كعنصر إضافي، لا كبديل، حيث يضيفون طبقات جديدة من الصوت لتكوين شيء أصيل تمامًا من العينة نفسها. وأفضل العينات هي تلك التي تتسم بالأصالة، أي أنها لا تُقلّد، بل تُبتكر.
نظرة إلى المستقبل
أخذ العينات هو أكثر تقنيات الإنتاج تحويلًا في تاريخ الموسيقى، وهو ما يصنع به النجوم اليوم أغانيهم الضاربة، عبر مزج أصوات الأمس مع نكهات اليوم السمعية. وهو يضمن بقاء الأغاني القديمة ذات صلة، ويولّد أنماطًا فرعية كاملة، ويُطيل الصلة الفردية بالتجربة الموسيقية.
صحيح أن هناك التزامات قانونية ضرورية للحفاظ على الخط الفاصل بين الإبداع والانتهاك، لكن الأثر الاجتماعي والثقافي والفني لأخذ العينات يُعيد تعريف معنى الموسيقى في عصرنا. وطالما استمرت التكنولوجيا في التقدم، فإن إمكانيات هذا الفن ستواصل النمو لعقود قادمة.
شارك