

يزيد فهد: من رحلة استكشاف الذات إلى عوالم موسيقية جديدة
بواسطة Sara Wael
م 27 2025
يزيد فهد: من رحلة استكشاف الذات إلى عوالم موسيقية جديدة
بواسطة Sara Wael
م 27 2025
برز الفنان السعودي الشاب يزيد فهد في الساحة الموسيقية المحلية بفضل موهبته الفريدة في العزف والغناء، حيث استطاع أن يمزج بين الموسيقى الغربية والعربية بأسلوب مميز. بدأ يزيد مسيرته الفنية منذ عدة أعوام، حيث تعلم العزف على الجيتار من خلال مقاطع فيديو تعليمية على يوتيوب. كما شارك في فعاليات محلية كبيرة مثل موسم الرياض عام 2019 ومؤتمر إكس بي لمستقبل الموسيقى لعام 2024، ليبهر الجمهور بعزفه المميز على الجيتار والساكسفون، ما أكسبه شهرة واسعة في المملكة العربية السعودية.
في مقابلة حصرية، سألنا يزيد فهد عن عدة جوانب من رحلته الفنية، بدءًا من نشأته التي شكلت لونه الموسيقي، مرورًا بأشهر أغانيه والقصص التي ترافقها، وصولًا إلى تطلعاته المستقبلية. وبخصوص نشأته، تحدث يزيد عن تأثير بيئات متعددة مثل نيجيريا وليبيا وألمانيا عليه، وكيف ساعدته تلك التنقلات في توسيع فهمه للأقليات وزيادة تقديره للتنوع الثقافي. أما عن إلهامه الفني، فقد أشار يزيد إلى أنه يستمد أفكاره من أي شخص نجح في مجاله، حيث يرى في كل فنان محلي ناجح قدوة حقيقية له.
أما عن لونه الموسيقي الفريد، فقد أوضح أنه لا يشغل نفسه بتصنيفات الموسيقى أو التقيد بمسميات معينة، بل يركز على التعبير عن تساؤلاته الذاتية والسعي للوصول إلى أفضل نسخة من نفسه. وقال: "أجد نفسي دائمًا أقول للمستمع ما أردت سماعه من الآخرين في أيام صعبة. ومؤخرًا، بدأت أصفها للناس بأنني أصنع من أيامي الصعبة أغاني تواسي الآخرين في لحظاتهم المصيرية"
تجسد أغنيته الشهيرة "مين بتكون" هذا المفهوم بعمق، حيث تتناول فكرة التخلي عن دور الضحية وتبني دور البطل في الحياة. ويعبر يزيد عن ذلك بقوله: "عشت دور الضحية لفترة طويلة حتى أدركت يقينًا أن هذا لا يصنع مستقبلاً. الضحية يعيش في الماضي، بينما البطل هو الشخص الحالم الذي يصنع من الأيام الصعبة وقودًا لتحفيز نفسه والآخرين من حوله." لامست هذه الأغنية قلوب العديد من المستمعين، خاصة على منصة تيك توك، لتمثل خطوة كبيرة في ظهوره الفني على منصات التواصل الاجتماعي.
https://youtu.be/4Zd8imBz5Fg?si=_crvn35367GNQp_8
"أنا": نقطة تحول في هوية يزيد الموسيقية
تعد أغنية "أنا" إحدى أبرز محطات يزيد الفنية، حيث كانت أول عمل يكتبه باللغة العربية بعد أن اعتاد الكتابة بالإنجليزية. بدأ الأمر كتحدٍّ شخصي، لكنه فوجئ بقدرته على إنهاء الأغنية في ساعة واحدة فقط، لتتحول سريعًا إلى نقطة تحول أساسية في مسيرته.
https://youtu.be/gl-68K6yFkI?si=48hWk-hvEAcnqlkb
هذا التحوّل لم يكن مجرد تجربة فردية، بل فتح له آفاقًا أوسع، حيث وصلت أغنيته "لست حر" إلى الشاشات التلفزيونية بعد أن تم اختيارها كجزء من الموسيقى التصويرية لمسلسل "جايبة العيد". يقول يزيد عن هذه التجربة: "هذا الحدث جعلني أستوعب بشكل أوضح أن العالم بدأ يأخذني بجدية. كانت تجربة احتجتها لكي أنضج أكثر وأكبر في المجال. أنا ممتن جدًا لهذه الفرصة."
https://youtu.be/kWj46X1kDro?si=MJsISnQSldWUNpFw
"لب الموضوع": بداية جديدة مع مدل بيست ريكوردز
مع بداية عام 2025، بدأ يزيد فصلًا جديدًا في مسيرته بإطلاق أغنيته "لب الموضوع". كان هذا العمل بمثابة أول تعاون رسمي له مع مدل بيست ريكوردز، وهي تجربة وصفها بأنها وسّعت آفاقه في المجال الاحترافي. لم يكن هذا التعاون مجرد خطوة موسيقية فحسب، بل حمل في طياته رسالة أعمق أراد يزيد إيصالها، مفادها أن الحياة رحلة مستمرة، وأنه لا يجب السماح لأي شخص بكتابة نهايتك.
https://youtu.be/UmKGmdL_6PA?si=hEpua1OfpJDlepOb
إبداع مستقل: بين التأليف والإنتاج
لا يقتصر إبداع يزيد على الغناء فقط، بل يمتد إلى التلحين والإنتاج الموسيقي، حيث يفضّل أن يكون هو المتحكم الكامل في تفاصيل أعماله. وقد صرّح عن هذه النقطة قائلًا: "الأغنية الأخيرة التي صدرت هي الوحيدة التي ساعدني فيها أحد في الإنتاج، عدا ذلك، لا يوجد من يساعدني في هذا المجال لأنني في الغالب لا أرغب في ذلك". هذه الاستقلالية تعكس شغفه العميق بالموسيقى، ورغبته في أن يكون كل تفصيل من أعماله نابعًا من رؤيته الخاصة.
ما القادم ليزيد؟
بينما يستعد يزيد لاعتلاء المزيد من المسارح في المستقبل، فهو الآن في مرحلة تركيز مكثف على أعماله القادمة، حيث يحرص على تقديم محتوى موسيقي يرضي طموحاته تمامًا. يقول: "أنا حاليًا في المطبخ أعمل على تجهيز الأعمال، وعندما أنتهي، سأكون حريصًا على أن أظهر للناس مجهودي." ويضيف: "سأقدّم ألبومًا يتكون غالبًا من أربع أغاني هذا العام" ويعد أن الألبوم سيتضمن تنوعًا موسيقيًا غير مسبوق.
في عالم الموسيقى السعودية، حيث يزدهر المشهد الفني بأصوات جديدة، يبرز يزيد فهد كفنان يكتب قصته بنفسه، سطرًا بعد سطر، ونغمة بعد نغمة ليجمع في موسيقاه بين التجربة الشخصية والطموح اللامحدود، ساعيًا إلى إبداع أعمال تعبّر عن ذاته وتلامس قلوب المستمعين.
شارك